الإسلامية لتتحمّس أكثر في مقاومته.
ففي المرحلة الأولى علينا أن نسعى لنزع فتيل الصراع وتهدئة الأجواء وإعلان وقف إطلاق النار على بعضنا البعض ليسير كلّ في برنامجه ويواصل مشروعه دون أن نضطرّ لصرف الجهد والاهتمام لمواجهة إخوانه المؤمنين وتعبئة أتباعه ضدّهم وتحصين أعماله عن تأثيرات تخريبهم ، ثمّ نطمح للوصول إلى مستوى متقدّم وهو الوحدة والتعاون والانسجام.
إنّ كثيراً من المتدينين يعتبر شكل علاقته مع إخوانه المؤمنين عملاً شخصياً يخضع لمزاجه ومصلحته ، وأن لا دخل للدّين في هذه المسألة ، بل له الحرّية الكاملة في أن يعادي أو يتعاون مع من يشاء!
وفي أحسن الفروض يعتبر حسن علاقته مع الآخرين شيئاً كمالياً مستحبّاً لن يسأله الله تعالى عنه ولن يحاسب عليه يوم القيامة.
وسبب هذه التصوّرات الساذجة اعتقاد كثير من المتديّنين انحصار الدّين في القضايا الاعتقادية والأمور العبادية ، أمّا شؤون الحياة وأوضاع المجتمع فذاك لا يرتبط بالدّين.
ولذا يهتمّ هذا الصنف من النّاس بمسائل الطهّارة والصّلاة بشكل تفصيلي ودقيق ويراعون الاحتياطات والمستحبّات في هذه الأمور ، بينما يتجاهلون أبسط مبادئ الأخلاق في التعامل مع الآخرين ويتجاوزون الحقوق الاجتماعية.
فإذا ما شكّ في نطقه للفظ من ألفاظ الصّلاة فإنّه يذهب لسؤال العالِم الديني ويراجع الرسالة الفقهية العملية لمعرفة وظيفته الشرعية ، أمّا إذا شكّ في نوايا ومواقف أخيه المؤمن فهو لا يكلّف نفسه عناء البحث وأخذ رأي