ومن المؤسف جدّاً أن تعاني أُمّتنا الإسلامية من الخلاف والتمزّق بين المؤمنين حتّى على أعلى المستويات ، بل إنّ عدم توفّر الوحدة والتعاون على المستوى الأوّل هو الذي يسبّب الخلافات والصّراعات على المستوى الثاني ، فحينما لا تستطيع الجهات الفاعلة والقيادية ـ مع ما يفترض فيها من وعي وإخلاص ـ أن تتعاون وتتحد فسوف لن تنعم الجماهير والمجتمعات المتديّنة بأجواء الوحدة والانسجام لانعكاس اختلاف القيادات على أوضاع القاعدة والأتباع.
فعلى صعيد المراجع والعلماء والذين هم القيادة الشرعية لجماهير الأمّة والحماة لوحدتها والحريصون على مصلحتها ، نرى بعض النزاعات والخلافات وبعض المجتمعات الدينية تعاني الآن من الانقسام والتناحر بسبب الخلافات المرجعية والعلمانية.
وعلى صعيد الحركات والتنظيمات الإسلامية وحتّى في المناطق الساخنة والملتهبة كأفغانستان والعراق ولبنان تحدث نزاعات تصل إلى حدّ التقاتل واستخدام السّلاح أو الحرب الإعلامية والدعائية بالتشهير المتبادل والاتهامات الرخيصة.
وعلى صعيد المراكز والمؤسّسات الدينية هناك تنافس غير شريف في بعض الحالات ، وهناك صدامات وتناقض حتّى على مستوى المساجد والحسينيات.
إنّنا لا نريد بهذا أن نرسم صورة قاتمة سوداء لواقع النشاط والتحرّك الإسلامي المعاصر ، فهناك إيجابيات كبيرة ومكاسب عظيمة ، ولكنّنا بصددّ تسليط الأضواء على هذا المرض الخطير الذي ينخر في كيان مسيرتنا