ذلك يقوّي بغيهم وضلالهم ويهدّد أمن النّاس وحريتهم بالخطر والسّوء.
ولذلك يتوعّد الله المنحرفين بإلقاء العداوة والنزاع في صفوفهم ، فعن أدعياء النصرانية المنحرفين عن منهج الله يقول تعالى : (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) (١).
وعن اليهود المجرمين يقول تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) (٢).
وفي الدّعاء المشهور اللهم اشغل الظالمين بالظالمين (٣). إلى ذلك نخلص إلى أنّ وحدة المؤمنين وتعاونهم يجب أن تتحقّق على مستويين :
المستوى الأول :
الجهات الفاعلة والقيادة في مجتمعاتنا الدينية من مراجع وعلماء وحركات ومراكز ومؤسسات.
المستوى الثاني :
في أوساط الجماهير وبين النّاس المؤمنين مع بعضهم البعض.
__________________
١ ـ المائدة (٥) : ١٤.
٢ ـ المائدة (٥) : ٦٤.
٣ ـ الصحيفة السجادية الكاملة : ١٤٥ ( دعاؤه لأهل الثغور ) وفيه : ( اللهم اشغل المشركين بالمشركين عن تناول أطراف المسلمين ).