وإتقان عطائه ، وقد تتراكم تلك الانفعالات فتنحرف به عن الطريق ويتراجع عن مواصلة مسيرة الجهاد ، وكم رأينا عناصر عاملة مجاهدة في سبيل الله انسحبت من ميدان العمل وتخلّت عن الجهاد بتأثير هذه المضاعفات النّفسية التي تحدثها الخلافات والصراعات ، وإن كنّا لا نبرّر انسحاب هؤلاء العاملين ولا نقبل أعذارهم في التهرّب من المسؤولية ولكنّا مطالبون بتنقية الأجواء وتهيئة الظروف المساعدة على الاستقامة والصمود في خطّ الجهاد.
وبمراجعة سريعة للتعاليم الدّينية والنّصوص الإسلامية نكتشف بوضوح مدى حرص الإسلام على طهارة ونقاء نفس الإنسان المؤمن ليتمكّن من النهوض بمسؤولياته العظيمة ودوره الخطير في هذه الحياة.
إنّ الصراع الداخلي يستلزم تلوّث النفس بالكراهية والحقد على الآخرين من أبناء المجتمع ، وما أفتك ( الحقد ) بطهارة القلب ، إنّه ورم خبيث وجرثومة مقيتة تجعل النفس مظلمة متآكلة.
لذلك يقول الإمام علي عليه السلام : الحقد ألأم العيوب (١).
وفي حديث آخر : طيّبوا قلوبكم من الحقد فإنّه داء مُؤبّى (٢).
ويبارك الإمام علي لمن عافاه الله من مرض الأحقاد بأنّه يعيش راحة في قلبه وتفكّره ، يقول عليه السلام : من أطرح الحقد استراح قلبه ولبّه (٣).
ويقول أيضاً : الحقود معذّب النفس متضاعف الهمّ (٤).
__________________
١ ـ غرر الحكم : ٣٣٤٩.
٢ ـ المصدر السابق : ٤٩٢٤.
٣ ـ المصدر السابق : ٨٧٠٨.
٤ ـ المصدر السابق : ٣٣٥٨.