ويا مريد الندى بالأمس قد دفنوا |
|
ما في الندى مطمع قد خاب راجيه |
وقل لمن جد في تحصيل مكرمة |
|
إن المكارم في أعمى من التيه |
فابك العلوم الى من كان يطلبها |
|
فإن مربعها أعفت مغانية |
وأبك القضاء الى من عم مشكلة |
|
إن القضا قد قضى مذ غاب قاضيه |
يا ناعياً أحمداً روح الأنام به |
|
عز الإمام فما في الناس ما فيه |
فتلك آثاره في الناس دارسة |
|
قد غاب من علمه للناس يرويه |
لله قلب الهدى ما كان أصبره |
|
كأن قلب الهدى مذ غاب داعيه |
رأى محمد خير الصالحين له |
|
كأنه أحمد أمسى يضاهيه |
كذا الوصي على بعده فبه |
|
يسلو الأنام عسى مما يعانيه |
فقل عداك البلا إن جئت نحوهما |
|
ما أنتما بالذي دون الورى فيه |
بل نلتما شرفاً من قربه وعلا |
|
ولم ينل ذا الورى شيئاً يسليه |
القصيدة [ الخامسة ] : للعالم الفاضل الشيخ محمد بن عبد الله الزهيري المتوفى في الكاظمية في شهر جمادى الأولى سنة ١٣٢٩ هـ.
قسماً بمن نحر الزمان له |
|
عيد الأنام وضمه القبر |
العالم المولى الكريم أخو |
|
التقوى الأبر الأمجد الحبر |
العالم الملك الذي شرفاً |
|
يبكي عليه البر والبحر |
وملائك الرحمن قاطبة |
|
والجن والسرحان والنسر |
وبكت له السبع الشداد ولا |
|
عجب وكل الجو مغبر |
والدين ينعاه وقد كسرت |
|
منه القناة وعزة النصر |
وقلوب أهل الدين هاتفة |
|
تنعى له إذ غاها الكسر |
تبكي له بدم وحق لها |
|
هيهات منها يقرب الجبر |
ما بعده يرجو أخو شرف |
|
عيداً الى أن يحصل النشر |
يا خط حدي والبسي حزناً |
|
ثوباً ينفض ذيله الحشر |