خارجة (١) وعمرو بن الحجّاج (٢). وكانت روعة أخت عمرو بن الحجّاج تحت هانئ بن عروة. فقال لهم : ما يمنع هانئ بن عروة من إتياننا؟ قالوا : ما ندري ، أصلحك الله! وإنّه ليتشكّى (٣). قال : بلغني أنّه قد برأ ، وهو يجلس على باب داره فالقوه فمروه ألاّ يدع ما عليه في ذلك من الحقّ ؛ فإنّي لا أحبّ أنْ يفسد عندي مثله من أشراف العرب (٤).
_________________
٥ / ٣٧٤ وأخبر ابن زياد بأمانه ، فلمْ يمضه ٥ / ٣٧٥ وشفع في هانئ بن عروة ، فلمْ يشفّعه فيه ٥ / ٣٧٨. وكانت كندة تقوم بأمر عمر بن سعد لأنّهم أخواله ، فلمّا هلك يزيد بن معاوية ودعاهم ابن زياد إلى نفسه رفضوه ، ولكنّهم أمّروا عمر بن سعد ، فلمّا تقلّد رجال همدان السّيوف وبكت نساؤهم حسيناً (عليه السّلام) انصرف ابن الأشعث ، وقال : جاء أمر غير ما كنّا فيه ٥ / ٥٢٥. وكتبوا إلى ابن الزبير بمكّة ، فبعث ابن الزبير محمّد بن الأشعث بن قيس على الموصل ، فلمّا قدم عليه عبد الرحمن بن سعيد بن قيس من قبل المختار أميراً تنحّى له عن الموصل ، وأقبل حتّى نزل تكريت وأقام بها مع أشراف من قومه وغيرهم ، ينظر ما يصنع النّاس ، ثمّ شخص إلى المختار فبايعه ٦ / ٣٦. ولمّا أقبل ابن زياد بجيش الشام إلى الموصل ، وخرج أصحاب المختار لحربه التقى أشراف الكوفة فأرجفوا به ، وفيهم محمّد بن الأشعث. وخرج ابنه إسحاق بن محمّد بن الأشعث في جبانة كندة واثبين على المختار ٦ / ٣٩ ـ ٤٥ ، وانكسروا فخرج محمّد بن الأشعث بن قيس إلى قريته بجنب القادسيّة ، فبعث إليه المختار في مئة من الموالي وغيرهم ، وخرج محمّد بن الأشعث فلحق بمصعب بن الزبير فهدم داره ٦ / ٦٦. فأمره مصعب أنْ يذهب إلى المهلّب بن أبي صفرة فيقبل به بكتاب مصعب إليه ، فذهب وجاء بالمهلّب لحرب المختار ٦ / ٩٤ ، وسرّح محمّد بن الأشعث في خيل عظيمة من خيل أهل الكوفة ممّن كان المختار ، طردهم فكانوا أشدّ عليهم من أهل البصرة لا يدركون مهزوماً أسيراً إلاّ قتلوه ٦ / ٩٧ فقُتل في حرب المختار مع مصعب ، فبعث مصعب ابنه عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث إلى كناسة الكوفة ٦ / ١٠٤.
(١) الفزارى : وهو ممّن كُتبت شهادته على حجر بن عدي الكندي ٥ / ٢٠٧ ، وهو الذي ذكّر الحجّاج بكميل بن زياد النّخعي وعمير بن ضابئ ، أنّهما ممّن خرج إلى عثمان فقتلهما الحجّاج ٤ / ٤٠٤.
واعترض على ابن زياد لضربه وحبسه لهانئ بن عروة ، فأمر به إلى الحبس ٥ / ٣٦٧ ، ثمّ كان مع أصحاب ابن مطيع العدوي ٦ / ٣١ ومع أصحاب مصعب بن الزبير سنة (٦٨ هـ) ٦ / ١٢٤.
(٢) سبقت ترجمته فيمَن كتب إلى الإمام (عليه السّلام) من أهل الكوفة ، فراجع.
(٣) يتشكّى ، أي : يشتكي ممّا به من السّقم والمرض.
(٤) عن أبي مِخْنف : عن المعلّى بن كليب ، عن أبي الودّاك والمجالد بن سعيد ، والحسن بن عقبة