قال حميد بن مسلم [الأزدي فـ] ـقلت لشمر : سبحان الله! إنّ هذا لا يصلح لك ، أتريد أنْ تجمع على نفسك خصلتين : تُعذّب بعذاب الله ، وتقتل الولدان والنّساء؟ والله ، إنّ في قتلك الرّجال لما تُرضي به أميرك (١).
(و) جاءه شبث بن ربعيّ [التميمي] ، فقال : ما رأيت مقالاً أسوأ من قولك ، ولا موقفاً أقبح من موقفك ، أمُرعباً للنساء صرت؟
وحمل عليه زهير بن القين في عشرة رجال من أصحابه فشدّ على شمر وأصحابه ، فكشفهم عن البيوت حتّى ارتفعوا عنها.
(ثمّ) تعطّف النّاس عليهم فكثروهم ، فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين (عليه السّلام) يُقتل ، فإذا قُتل منهم الرجّل والرجلان تبيّن فيهم ، وأولئك كثير لا يتبيّن فيهم ما يُقتل منهم.
[الاستعداد لصلاة الظهر]
فلمّا رأى ذلك أبو ثُمامة عمرو بن عبد الله الصائدي (٢) قال للحسين (ع) :
يا أبا عبد الله ، نفسي لك الفداء ، إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله ، لا تُقتل حتّى أُقتل دونك ـ إنْ شاء الله ـ وأحبّ أنْ ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها.
فرفع الحسين (عليه السّلام) رأسه ، ثمّ قال :
«ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين! نعم ، هذا أوّل وقتها».
_________________
(١) فقال : مَن أنت؟ فخشيت أنْ لو عرفني أنْ يضرّنى عند السّلطان. فقلت : لا أخبرك مَن أنا.
(٢) الهمداني كان بالكوفة يقبض ما يُعين به الشيعة مسلم بن عقيل ، ويشتري لهم السّلاح بأمر مسلم ٥ / ٣٦٤. وعقد له مسلم يوم خروجه على ربع تميم وهمدان ٥ / ٣٦٩ ، وهو الذي عرّف رسول عمر بن سعد في كربلاء إلى الإمام (عليه السّلام) ، عزرة بن الأحمسي ، فقال للإمام (ع) : يا أبا عبد الله ، قد جاءك شرّ أهل الأرض وأجرؤه على دم وأفتكه. ومنعه عن الوصول إليه خوفاً منه على الإمام (عليه السّلام) ٥ / ٤١٠.