قومه نعم ، قد قبلت.
فقام إليه شمر بن ذي الجوشن (١) ، فقال : أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك إلى جنبك؟ والله ، لئن رحل من بلدك ولمْ يضع يده في يدك ليكوننّ أولى بالقوّة والعزّة ، ولكتوننّ أولى بالضعف والعجز ، فلا تعطِ هذه المنزلة فإنّها من الوهن ، ولكن ينزل على حكمك (٢) هو وأصحابه ، فإنْ عاقبت فأنت وليّ العقوبة ، وإنْ غفرت كان ذلك لك ، والله ، لقد بلغني أنّ حسيناً وعمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدّثان عامّة اللّيل.
فقال له ابن زياد : نعم ما رأيت! الرأي رأيك (٣).
[كتاب ابن زياد إلى ابن سعد وجوابه ثانياً]
ثم كتب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد :
أما بعد : فإنّي لمْ أبعثك إلى حسين (عليه السّلام) لتكفّ عنه ولا لتطاوله ، ولا لتمنّيه السّلامة والبقاء ولا لتقعد له عندي شافعاً ... ، انظر : فإنْ نزل حسين (ع) وأصحابه على الحكم واستسلموا ، فابعث بهم إليّ سلماً ، وإنْ أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم ؛ فإنّهم لذلك مستحقون ، فإنْ قُتل حسين (ع) فأوطئ الخيل صدره وظهره ؛ فإنّه عاقّ شاقّ قاطع ظلوم! وليس دهري في هذا أنْ يضرّ بعد الموت شيئاً ، ولكن عليّ قول : لو قد قتلته فعلت هذا به إنْ أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السّامع المطيع ، وإنْ أبيت فاعتزل عملنا وجندنا ، وخلّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر ، فإنّا قد أمرناه بأمرنا ،
_________________
(١) مضت ترجمته فيمَن كان من الأشراف مع ابن زياد في القصر.
(٢) ورواه السّبط مختصراً / ٢٤٨ ، وزاد : أنّه كتب في أسفل الكتاب :
الآن حين تعلقته حبالنّا |
|
يرجو النّحاة ، ولات حين ماص |
(٣) حدّثني المجالد بن سعيد الهمداني والصقعب بن زهير ٥ / ٤١٤ ، والإرشاد / ٢٢٩.