الصحيح : قدامة بن سعيد عن زائدة بن قدامة الثقفي.
كان جدّه : زائدة بن قدامة الثقفي قائد شرطة الكوفة سنة (٥٨ هـ) ، بولاية عبدالرحمن بن اُمّ الحكم الثقفي من قبل معاوية بن أبي سفيان ، بعد عام الجماعة ٥ / ٣١٠. وكان مع عمرو بن حريث لمّا رفع راية الأمان لعبيد الله بن زياد الكوفة بعد خروج مسلم بن عقيل (عليه السّلام) ، فشفع لابن عمّه المختار ٥ / ٥٧٠ ، وهو الذي سار بكتاب المختار من سجن ابن زياد بالكوفة إلى عبد الله بن عمر ، زوج أخت المختار ـ صفيّة بنت أبي عبيد الثقفي ـ ؛ ليشفع له عند يزيد فأطلق ابن زياد المختار ، وأراد ابن زياد ليعاقب ابن قدامة على فعله فهرب حتّى أُخذ له الأمان ـ ٥ / ٥٧١ ـ وبايع فيمن بايع من أهل الكوفة ، عبد الله بن مطيع العدوي والي الكوفة من قبل عبد الله بن الزبير ، فبعثه ابن مطيع ليطلب المختار ، فأخبر ابن قدامة المختار بذلك فتثاقل المختار ٦ / ١١. وكان خروج المختار بالكوفة من بستان هذا الرجل بالسّبخة ٦ / ٢٢ وبعثه المختار ليردّ عنه عمر بن عبد الرحمن المخزومي والي الكوفة من قبل ابن الزبير ، فردّه عنه بالمال والتهديد ٦ / ٧٢ ، ثمّ التحق بعبد الملك بن مروان فحارب معه مصعب بن الزبير فقتله بثار المختار بدير الجاثليق ٦ / ١٥٩ ، فبعثه الحجّاج مع ألفي رجل إلى حرب شبيب الخارجي في : (رودبار) فقاتله حتّى قِتل وأصحابه ربضة حوله سنة (٧٦ هـ) ٦ / ٢٤٦.
فهذا يدلّ صريحاً على أنّ قدامة بن سعيد بن زائد الذي يروى عنه أبو مِخْنف هذا الخبر لمْ يكن مباشراً لأحداث الكوفة حين خروج مسلم بن عقيل (عليه السّلام) به قطعاً ، فلعلّ الصحيح : حدّثني قدامة بن سعيد عن زائدة بن قدامة ؛ فانّ زائدة ـ كما رأينا ـ كان مع عمرو بن حريث ، فهو يروي خبر بعث ابن زياد محمّد بن الأشعث إلى مسلم (عليه السّلام) لحفيده قدامة بن سعيد.
١٠ ـ عمارة بن عقبة بن أبي معيط الاُمّوي : خبر استسقاء مسلم وسقيه