٩ ـ يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعي الهمداني الكوفي ، عن عبّاس بن جعدة الجدلي : خبره في خروجه مع مسلم بن عقيل في أربعة آلاف.
قال سيّدنا شرف الدين في كتابه القيّم المراجعات : نصّ على تشيّع أبيه أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعي الهمداني الكوفي ، كلّ من ابن قتيبة في معارفه ، والشهرستاني في الملل والنحل. وكان من رؤوس المحدّثين الذين لا يحمد النواصب مذاهبهم في الفروع والأصول ، إذ نسجوا فيها على منوال أهل البيت (عليهم السّلام) ، وتعبّدوا باتّباعهم في كلّ ما يرجع إلى الدين ؛ ولذا قال الجوزجاني ـ كما في ترجمة زبيد من الميزان (١) ـ : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد النّاس مذاهبهم ، هم رؤوس محدّثي الكوفة مثل : أبي إسحاق ومنصور ، وزبيد اليامي والأعمش ، وغيرهم من أقرانهم احتملهم النّاس لصدق ألسنتهم في الحديث وتوقّفوا عندما أرسلوا ، وممّا توقّف النواصب فيه من مراسيل أبي إسحاق ، ما رواه عمر بن اسماعيل ـ كما في ترجمته في الميزان (٢) ، عن أبي إسحاق ، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «مثل علي كشجرة أنا أصله ، وعلي فرعها ، والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها».
ثمّ قال السيّد : وما قال المغيرة ـ كما في الميزان ـ : ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق والأعمش (٣) ، أو أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعيمشكم هذ (٤) ، إلاّ لكونهما شيعيّين مخلصين لآل محمّد (صلّى الله عليه وآله) حافظين ما جاء في السّنة من خصائصهم (عليهم السّلام).
ثمّ قال : احتجّ بكل منهما أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم (٥).
وُلد ـ كما في الوفيات ـ لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان ـ أي : في سنة
_________________
(١) ٢ / ٦٦ ، ط الحلبي.
(٢) ٣ / ٢٤٦.
(٣) ٣ / ٢٧٠.
(٤) ٢ / ٢٢٤.
(٥) المراجعات / ١٠٠ ، ط دار الصادق.