وكان [الوليد] يحبّ العافية [من أمر الحسين (ع)] ، فقال له : فانصرف على اسم الله حتّى تأتينا مع جماعة النّاس.
فقال له مروان : والله ، لئن فارقك السّاعة ولمْ يبايع لا قدرت منه على مثلها أبداً حتّى تكثر القتلى بينكم وبينه ، احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتّى يبايع ، أو تضرب عنقه (١).
فوثب عند ذلك الحسين [عليه السّلام] ، فقال : «يابن الزرقاء (٢) ، أنت تقتلني أمْ هو؟! كذبت والله ، وأثمت» (٣) ، ثمّ خرج فمرّ بأصحابه فخرجوا معه حتّى أتى منزله (٤).
_________________
(١) ورواه الخوارزمي / ١٨٤.
(٢) هي : الورقاء بنت موهب ، كانت من المومسات من ذوات الرايات كما في الكامل ـ ٤ / ٧٥ ـ ، فليس هذا من الإمام قذفاً ، والنبز باللقب السّوء هنا كما في القرآن الكريم في شأن الوليد بن المغيرة المخزومي : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) ـ سورة القلم / ١٣ ـ. والزنيم في اللغة : الدعيّ في النّسب ، اللصيق به.
(٣) ورواه الخوارزمي / ١٨٤ ، وأضاف : «إنّا أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ومهبط الرحمة ، بنا فتح الله وبنا يختم ، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر ، قاتل النفس معلن بالفسق ، فمثلي لا يبايع مثله ، ولكن نصبح وتصبحون ، وننظر وتنظرون أيّنا أحق بالخلافة والبيعة؟». وسُمع من بالباب صوت الحسين (عليه السّلام) وقد علا ، فهمّوا أن يقتحموا عليهم بالسّيوف ، ولكن خرج إليهم الحسين (عليه السّلام) فأمرهم بإلانصرف إلى منازلهم.
ورواه السيّد ابن طاووس (ت ٦٩٣ هـ) في الملهوف ، وابن نما (ت ٦٤٥ هـ) في مثير إلاّحزان.
(٤) ٥ / ٣٣٩. قال هشام بن محمّد عن أبي مِخْنف ... ورواه. الخوارزمي / ١٨٤. وتمام الخبر ، فقال مروان للوليد : عصيتني ، لا والله ، لا يمكنك من مثلها من نفسه أبداً. ورواه الخوارزمي / ١٨٤.
قال الوليد ويح غيرك يا مروان! إنّك اخترت لي التي فيها هلاك ديني ، والله ، ما أحبّ أنّ لي طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا ، وإنّي قتلت حسيناً (عليه السّلام). ورواه السّبط / ٢٢٦ ـ باختصار ـ : سبحان الله! أقتل حسيناً أنْ قال : لا أبايع؟ والله ، إنّي لأظنّ امرءاً يحاسب بدم الحسين (عليه السّلام) خفيف الميزان عند الله يوم القيامة ، ورواه المفيد / ٢٠١.
فقال له مروان : فإذا كان هذا رأيك ، فقد أصبت فيما صنعت ، يقول هذا وهو غير حامد له على رأيه.