ثانيا : فى الإخبار عن المتعاطفين :
إذا وقع المتعاطفان فى موقع الابتداء فإن الإختبار عنهما يختلف عددا باختلاف حرف العطف ، ويكون ذلك على النحو الآتى :
ـ إذا كان حرف العطف الواو فالاختيار أن يكون الخبر على عدد المتعاطفين ، فتقوم : محمد ومحمود حضرا. أحمد وسمير منتبهان. عبد الله ورفيق وأخوهما ناقشوا فى وعى واستمعنا إليهم.
فإذا جعلت الخبر للواحد فقلت : (أحمد ومحمود قائم ، أو قام) فإنك تكون قد جعلت الخبر المذكور لأحد ، المتعاطفين ويكون خبر الآخر محذوفا.
ومنه قوله تعالى : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ) [التوبة : ٦٢].
حيث (أحق) خبر الأقرب وهو (رسول) ، أو خبر المذكور أولا. ويكون خبر الآخر محذوفا دلّ عليه الخبر المحذوف.
ومما كان فيه الخبر للأقرب وهو المعطوف قول قيس بن الخطيم :
نحن بما عندنا وأنت بما |
|
عندك راض والرأى مختلف (١) |
(راض) خبر المبتدإ المعطوف (أنت) ، فيكون خبر المبتدإ المعطوف عليه (نحن) محذوفا دلّ عليه الخبر المذكور.
__________________
(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٣٧ / المقتضب ٣ ـ ١١٢ ، ٤ ـ ٧٣ / معانى القرآن ٢ ـ ٣٦٣ / الدرر رقم ١٥١٨ (نحن) ضمير مبنى فى محل رفع مبتدأ وخبره محذوف دل عليه خبر المبتدإ المعطوف عليه ، والتقدير : نحن راضون.
(بما) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (ما) اسم موصول مبنى فى محل جر بالباء. وشبه الجملة متعلقة بالخبر المحذوف. (عندنا) عند : ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وشبه الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. أو متعلقة بصلة محذوفة. وعند مضاف وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل جر بالإضافة. (وأنت) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. أنت : ضمير مبنى فى محل رفع مبتدأ. (بما عندك) حرف جر واسم موصول وصلته وشبه الجملة متعلقة براض. (راض) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية معطوفة على سابقتها. (والرأى) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. والرأى : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مختلف) خبر المبتدإ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.