يَشاءُ) [آل عمران : ٦](١) ، والتقدير : كيف يشاء تصويركم يصوركم ، فـ (كيف) فى محل نصب على الحالية بالفعل بعده.
والأمر كذلك فى قوله تعالى : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) [المائدة : ٦٤] ، أى : كيف يشاء أن ينفق ينفق ، فتكون (كيف) شرطية مقتضية لفعلين ، أولهما مذكور ، والآخر وهو الجواب محذوف ، دلّ عليه ما سبق ، وتكون (كيف) منصوبة بالفعل (يشاء).
وكذلك قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ) [الروم : ٤٨] ، والتقدير ، كيف يشاء بسطه يبسطه.
(لمّا):
فى أحد شقّيها الأساسيين يكون فيها معنى الشرط ، والآخر تكون فيه جازمة للفعل المضارع ، جاعلة زمنه للماضى قريبا من الحال ، ويجوز أن تفسر على أنها حرف استثناء ، يدخل على الجملة الاسمية.
نفسّر القول فى هذا الموضع فى معناها الشرطى ، وذلك عند ما تستخدم (لمّا) فى التركيب مقتضية الربط بين جملتين تليانها ، توجد ثانيتهما عند وجود أولاهما ، فتربط بينهما ربطا حدثيا وجوديا ، أو : وجوبيّا ، ولذلك فإنه يطلق عليها حرف وجوب لوجوب ، أو حرف وجود لوجود ، والجملة الثانية تعدّ جوابا لها مع الأولى ، ويذكر سيبويه أنها للأمر الذى قد وقع لوقوع غيره (٢) ، وهى عنده لابتداء وجواب ، نحو (فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) [البقرة : ١٧] ، فقد ربطت (لما) بين الجملتين الفعليتين (أضاءت) ، و (ذهب الله) ، وفعل كلّ منهما ماض ، ويفيد الربط بينهما ـ دلاليا ـ وقوع معنى الجملة الثانية لوقوع معنى الجملة الأولى ، فهى مناقضة لـ (لو) معنويا. والاتفاق على أن جملتيها تكونان فعليتين ،
__________________
(١) فى (كيف) وجه إعرابىّ آخر ، وهو أن تكون ظرفا ليشاء ، والجملة فى محل نصب ، حال من فاعل (يشاء) ، أو من المفعول به فى (يصوركم).
(٢) ينظر : الكتاب ٤ ـ ٢٣٤.