خلافية خاصة ، أى : بين عطف البيان نوع واحد من البدل ، وهو البدل المطابق ، حيث يكون كلّ بدل كلّ من كلّ عطف بيان إلا فى تركيب واحد نذكره ، كما يكون عطف البيان بدل كلّ من كلّ إلا فى بعض المواضع كما أنه يتعيّن الإبدال دون عطف البيان فى موضع ، هذه المواضع هى الجوانب
الخلافية الخاصة.
أولا : الجوانب الخلافية العامة بين عطف البيان والبدل :
يمكن أن أقسمها إلى جوانب خلافية معنوية ، وأخرى بنيوية ، وثالثة لفظية.
أ ـ جوانب الخلاف المعنوية :
يخالف عطف البيان البدل فى التوجيه والمقصود المعنويّين لكلّ منهما ، وذلك فيما يأتى :
١ ـ البدل هو المقصود من حيث المعنى ، أما فى عطف البيان فإن المتبوع هو المقصود ، أى : أن المتحدث إذا قصد الأول ؛ وقصد إسناد الحكم إلى الأول ؛ ثم أراد أن يوضحه ويبيّنه فذكر الثانى تتمة له ؛ فهذا عطف البيان ، أما إذا قصد الثانى ، وقصد إسناد الحكم إلى الثانى ، ولكنه ذكر الأول توطئة له وتهيئة فهذا هو البدل.
٢ ـ لا يشترط فى البدل أن يوضح الأول لأنه بدل منه فقط ، وكلّ من البدل والمبدل منه مستقلّ بجملته ، فهما من جملتين ، أما عطف البيان فإنه يشترط فيه إيضاح الأول ، وإيضاح جانب فيه لم يذكر فى المعطوف عليه المذكور أولا ، فباجتماع المعطوف والمعطوف عليه فى عطف البيان تحصل فائدة معنوية لا تحصل بانفراد كلّ منهما. فالمقصود من ذكر البدل الاستقلال فى المعنى عن المتبوع ، أما المقصود من ذكر عطف البيان أن يوضح الأول ، ويبيّن ما لم يتضح إلا بذكره.
ب ـ جوانب الخلاف البنيوية :
يخالف عطف البيان البدل فى بنية عطف لفظ كلّ منهما ، وذلك فيما يأتى :
١ ـ قد يكون البدل نكرة ـ اتفاقا ـ لكن الاتفاق على كون عطف البيان معرفة ، والخلاف قائم فى كونه نكرة ، حيث يمنعه البصريون ، ويجيزه الكوفيّون والفارسى وابن جنى والزمخشرى وابن عصفور.