٩٠ ـ لسان الشّوء تهديها إلينا |
|
وحنت ، وما حسبتك أن تحينا (١) |
لئلّا يلزم الإخبار عن اسم العين بالمصدر ، وقيل : يحتمل كون «أن» وصلتها بدلا من الكاف سادّا مسدّ المفعولين كقراءة حمزة (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ) [آل عمران : ١٧٨] بالخطاب.
* (كي) على ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكون اسما مختصرا من «كيف» كقوله [من البسيط] :
٩١ ـ كي تجنحون إلى سلم ، وما ثئرت |
|
قتلاكم ، ولظى الهيجاء تضطرم (٢)؟ |
أراد : كيف ، فحذف الفاء كما قال بعضهم «سو أفعل» يريد : سوف.
الثاني : أن تكون بمنزلة لام التعليل معنى وعملا ، وهي الداخلة على «ما» الاستفهامية في قولهم في السؤال عن العلة : «كيمة» بمعنى : لمه ، وعلى «ما» المصدريّة في قوله [من الطويل] :
٩٢ ـ إذا أنت لم تنفع فضرّ ، فإنّما |
|
يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفع (٣) |
وقيل : «ما» كافّة ، وعلى «أن» المصدريّة مضمرة نحو : «جئتك كي تكرمني» إذا قدّرت النّصب بـ «أن».
الثالث : أن تكون بمنزلة «أن» المصدرية معنى وعملا ، وذلك في نحو : (لِكَيْلا تَأْسَوْا) [الحديد : ٢٣] ويؤيّده صحّة حلول «أن» محلّها ، ولأنها لو كانت حرف تعليل لم يدخل عليها حرف تعليل ، ومن ذلك : «جئتك كي تكرمني» ، وقوله تعالى : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) [الحشر : ٧] إذا قدّرت اللام قبلها ، فإن لم تقدّر فهي تعليليّة جارّة ، ويجب حينئذ إضمار «أن» بعدها. ومثله في الاحتمالين قوله [من الطويل] :
٩٣ ـ أردت لكيما أن تطير بقربتي |
|
[فتتركها شنّا ببيداء بلقع](٤) |
__________________
(١) البيت من البحر الوافر ، وهو بلا نسبة في جواهر الأدب ص ١٢٥ ، والدرر ١ / ٢٤٠ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٥٠٦.
(٢) البيت من البحر البسيط ، وهو بلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٣٣ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٠٦ ، والدرر ٣ / ١٣٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٥٠٧.
(٣) البيت من البحر الطويل ، وهو لرشيد بن رميض الغنوي في لسان العرب ٨ / ٤١٤ مادة (يفع) ، وتاج العروس ٢٢ / ٤٣٢ مادة (ديفع).
(٤) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٥٨٠ ، وأوضح المسالك ٤ / ١٥٤ ، وخزانة الأدب ١ / ١٦ ، ٨ / ٤٨١ ، ورصف المباني ص ٢١٦ ـ ٣١٦.