٢٧٠ ـ فذاك ولم ـ إذا نحن امترينا ـ |
|
تكن في النّاس يدركك المراء (١) |
وقوله [من الطويل] :
٢٧١ ـ فأضحت مغانيها قفارا رسومها |
|
كأن لم سوى أهل من الوحش تؤهل (٢) |
وقد يليها الاسم معمولا لفعل محذوف يفسّره ما بعده ، كقوله [من الطويل] :
٢٧٢ ـ ظننت فقيرا ذا غنّى ، ثمّ نلته |
|
فلم ذا رجاء ألقه غير واهب (٣) |
* (لما) : على ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها تختص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيا كـ «لم» إلا أنها تفارقها في خمسة أمور :
أحدها : أنها لا تقترن بأداة شرط ، لا يقال : «إن لمّا تقم» ، وفي التنزيل : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) [المائدة : ٦٧] ، (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا) [المائدة : ٧٣].
الثاني : أن منفيّها مستمرّ النّفي إلى الحال ، كقوله [من الطويل] :
٢٧٣ ـ فإن كنت مأكولا فكن خير آكل، |
|
وإلّا فأدركني ولمّا أمزّق (٤) |
ومنفيّ لم يحتمل الاتصال ، نحو : (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) [مريم : ٤] ، والانقطاع ، مثل : (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) [الإنسان : ١] ، ولهذا جاز «لم يكن ثم كان» ولم يجز «لما يكن ثم كان» بل يقال : «لما يكن وقد يكون» ، ومثّل ابن مالك للنفي المنقطع بقوله [من الرجز] :
٢٧٤ ـ وكنت إذ كنت إلهي وحدكا |
|
لم يك شيء يا إلهي قبلكا (٥) |
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ٩ / ٥ ، وجواهر الأدب ص ٢٥٦ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٧٦ ، وشرح شواهد المغني ص ٦٧٨.
(٢) البيت من الطويل ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ١٤٦٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥ ، والخصائص ٢ / ٤١٠ ، والدرر ٥ / ٦٣ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٦٩ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٧٦.
(٣) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ٩ / ٥.
(٤) البيت من البحر الطويل ، وهو للممزق العبدي (شأس بن نهار) في الاشتقاق ص ٣٣٠ ، وجمهرة اللغة ص ٨٣٣ ، وخزانة الأدب ٧ / ٢٨٠ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٢٨١ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٧٥.
(٥) البيت من الرجز ، وهو لعبد الله بن عبد الأعلى القرشي في الدرر ٥ / ٢٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٩ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١١٢ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٤١.