وقيل : «ما» مصدريّة ، وهو الظاهر ؛ لأن فيه إبقاء «بعد» على أصلها من الإضافة ، ولأنها لو لم تكن مضافة لنوّنت.
والثاني «بين» ، كقوله [من الخفيف] :
٣٤٥ ـ بينما نحن بالأراك معا |
|
إذ أتى راكب على جمله (١) |
وقيل : «ما» زائدة ، و «بين» مضافة إلى الجملة ، وقيل : زائدة ، و «بين» مضافة إلى زمن محذوف مضاف إلى الجملة ، أي : بين أوقات نحن بالأراك ، والأقوال الثلاثة تجري في «بين» مع الألف في نحو قوله [من الطويل] :
٣٤٦ ـ فبينا نسوس النّاس والأمر أمرنا ، |
|
إذا نحن فيهم سوقة ليس ننصف (٢) |
والثالث والرابع «حيث» ، و «إذ» ويضمّنان حينئذ معنى «إن» الشرطيّة فيجزمان فعلين.
وغير الكافة نوعان : عوض ، وغير عوض.
فالعوض في موضعين :
أحدهما : في نحو قولهم : «أمّا أنت منطلقا انطلقت» والأصل : انطلقت لأن كنت منطلقا ، فقدّم المفعول له للاختصاص ، وحذف الجار وكان للاختصار ، وجيء بـ «ما» للتعويض ، وأدغمت النون للتّقارب ، والعمل عند الفارسي وابن جنّي لـ «ما» ، لا لـ «كان».
والثاني : في نحو قولهم : «افعل هذا إمّا لا» وأصله : إن كنت لا تفعل غيره.
وغير العوض تقع بعد الرّفع ، كقولك : «شتّان ما زيد وعمرو» ، وقول مهلهل [من المنسرح] :
٣٤٧ ـ لو بأبانين جاء يخطبها |
|
زمّل ما أنف خاطب بدم (٣) |
وقد مضى البحث في قوله [من الوافر] :
__________________
(١) البيت من البحر الخفيف ، وهو لجميل بثينة في الأغاني ٨ / ٩٩.
(٢) البيت من الطويل ، وهو لحرقة بنت النعمان في الجنى الداني ص ٣٧٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ٥٩ والدرر ٣ / ١١٩.
(٣) البيت من المنسرح ، وهو للمهلهل في شعراء النصرانية ص ١٧٩ ، والأغاني ٥ / ٤٣ ، والدرر ٦ / ٢٥٤ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٢٤ ، بلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٠٢٨.