ويشاركها في هذا الحكم الأخير «حتى» كـ «مات الناس حتى العلماء ، وقدم الحجّاج حتى المشاة» ؛ فإنها عاطفة خاصّا على عام.
والثاني عشر : عطف عامل حذف وبقي معموله على عامل آخر مذكور يجمهما معنى واحد ، كقوله [من الوافر] :
٤٢٥ ـ [إذا ما الغانيات برزن يوما] |
|
وزجّجن الحواجب والعيونا (١) |
أي : وكحّلن العيون ، والجامع بينهما التّحسين ، ولو لا هذا التّقييد لورد «اشتريته بدرهم فصاعدا» إذ التقدير : فذهب الثمن صاعدا.
والثالث عشر : عطف الشيء على مرادفه ، نحو : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ) [يوسف : ٨٦] ونحو : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) [البقرة : ١٥٧] ، ونحو : (عِوَجاً وَلا أَمْتاً) [طه : ١٠٧] وقوله عليه الصلاة والسّلام : «ليلني منكم ذوو الأحلام والنّهى» ، وقول الشاعر [من الوافر] :
٤٢٦ ـ [وقدّدت الأديم لراهشيه] |
|
وألفى قولها كذبا ومينا (٢) |
وزعم بعضهم أن الرواية «كذبا مبينا» فلا عطف ولا تأكيد ، ولك أن تقدر «الأحلام» في الحديث جمع «حلم» بضمتين ؛ فالمعنى : ليلني البالغون العقلاء ، وزعم ابن مالك أن ذلك قد يأتي في «أو» ، وأن منه (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً) [النساء : ١١٢].
والرابع عشر : عطف المقدّم على متبوعه للضرورة ، كقوله [من الوافر] :
٤٢٧ ـ ألا يا نخلة من ذات عرق ، |
|
عليك ورحمة الله السّلام (٣) |
والخامس عشر : عطف المخفوض على الجوار ، كقوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ) [المائدة : ٦] ، فيمن خفض «الأرجل» ، وفيه بحث سيأتي.
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو للراعي النميري في ديوانه ص ٢٦٩ ، والدرر ٣ / ١٥٨ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٥ والمقاصد النحوية ٣ / ٩١ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ٢١٢ والإنصاف ٣ / ٦١٠.
(٢) البيت من البحر الوافر ، وهو لعدي بن زيد في ذيل ديوانه ص ١٨٣ ، والأشباه والنظائر ٣ / ٢١٣ ، ولسان العرب مادة (مين) ، وبلا نسبة في همع الهوامع ٢ / ١٢٩.
(٣) البيت من الوافر ، وهو للأحوص في ديوانه ص ٩٠ ، وخزانة الأدب في ٢ / ١٩٣ ، وبلا نسبة في لسان العرب مادة / مشيع / وتاج العروس مادة / شيع /.