٤٢١ ـ بكيت ، وما بكا رجل حزين |
|
على ربعين مسلوب وبالي؟ (١) |
والثامن : عطف ما حقّه التثنية أو الجمع ، نحو قول الفرزدق [من الكامل] :
٤٢٢ ـ إنّ الرّزيّة لا زريّة مثلها |
|
فقدان مثل محمّد ومحمّد (٢) |
وقول أبي نؤاس [من الطويل] :
٤٢٣ ـ أقمنا بها يوما ويوما وثالثا ، |
|
ويوما له يوم الترحّل خامس (٣) |
وهذا البيت يتساءل عنه أهل الأدب ، فيقولون : كم أقاموا؟ والجواب : ثمانية لأن يوما الأخير رابع وقد وصف بأن يوم الترحّل خامس له ، وحينئذ فيكون يوم الترحّل هو الثامن بالنسبة إلى أول يوم.
التاسع : عطف ما لا يستغنى عنه كـ «اختصم زيد وعمرو» ، و «اشترك زيد وعمرو». وهذا من أقوى الأدلة على عدم إفادتها الترتيب ، ومن ذلك : «جلست بين زيد وعمرو» ، ولهذا كان الأصمعي يقول الصواب [من الطويل] :
٤٢٤ ـ [قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل |
|
بسقط اللّوى] بين الدّخول وحومل (٤) |
لا «فحومل» ، وأجيب بأن التقدير : بين نواحي الدخول ، فهو كقولك : «جلست بين الزّيدين فالعمرين» ، أو بأن الدّخول مشتمل على أماكن.
وتشاركها في هذا الحكم «أم» المتصلة في نحو : «سواء أقمت أم قعدت» ، فإنها عاطفة ما لا يستغنى عنه.
والعاشر والحادي عشر : عطف العامّ على الخاصّ ، وبالعكس ؛ فالأول نحو : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) [نوح : ٢٨] ؛ والثاني نحو : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ) [الأحزاب : ٧] الآية.
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو لابن ميادة في ديوانه ص ٢١٤ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٤ ، ولرجل من باهلة في الكتاب ١ / ٤٣١ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ١٦١ وأوضح المسالك ٣ / ٣١٣.
(٢) البيت من البحر الكامل ، وهو للفرزدق في ديوانه ١ / ١٦١ ، والدرر ٦ / ٧٤ ، وشرح التصريح ٢ / ١٣٨ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ٢١١.
(٣) البيت من الطويل ، وهو لأبي نواس في ديوانه ٢ / ٧ وخزانة الأدب ٧ / ٤٦٢ ، والدرر ٦ / ٧٧.
(٤) البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٨ ، والأزهية ص ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، وجمهرة اللغة ص ٥٦٧ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٣٢ ، والدرر ٦ / ٧١ ، ويلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٣٥٩ والدرر ٦ / ٨٢.