ومما يوضح لك أنه غير صفة مجيئه كثيرا غير تابع ، نحو : (الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ) [الرحمن : ١ ـ ٢] ، (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) [الإسراء : ١١٠] ، (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ) [الفرقان : ٦٠].
والخامس : أن الحال تتقدم على عاملها إذا كان فعلا متصرفا ، أو وصفا يشبهه ، نحو : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ) [القمر : ٧] ، وقوله [من الطويل] :
٥٩٤ ـ [عدس ما لعبّاد عليك إمارة] |
|
نجوت وهذا تحملين طليق (١) |
أي : وهذا طليق محمولا لك ، ولا يجوز ذلك في التمييز على الصحيح ، فأمّا استدلال ابن مالك على الجواز بقوله [من الطويل] :
٥٩٥ ـ رددت بمثل السّيد نهد مقلّص |
|
كميش إذا عطفاه ماء تحلّبا (٢) |
وقوله [من الطويل] :
٥٩٦ ـ إذا المرء عينا قرّ بالعيش مثريا |
|
ولم يعن بالإحسان كان مذمّما (٣) |
فسهو ؛ لأن «عطفاه» و «المرء» مرفوعان بمحذوف يفسّره المذكور ، والناصب للتمييز هو المحذوف ، وأما قوله [من البسيط] :
٥٩٧ ـ [ضيّعت حزمي في إبعادي الأملا] |
|
وما ارعويت ، وشيبا رأسي اشتعلا (٤) |
وقوله [من المتقارب] :
٥٩٨ ـ أنفسا تطيب بنيل المنى |
|
وداعي المنون ينادي جهارا (٥) |
فضرورتان.
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو ليزيد بن مفرّغ في ديوانه ص ٧٠ ، وأدب الكاتب ص ٤١٧ ، وجمهرة اللغة ص ٦٤٥ ، وخزانة الأدب ٦ / ٤١ ـ ٤٢ ، والدرر ١ / ٢٦٩.
(٢) البيت من الطويل ، وهو لربيعة بن مقروم في شرح شواهد المغني ص ٨٦٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٢٩ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٢٦٦.
(٣) البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٢٦٦.
(٤) البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٢٦٦ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٦١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٨.
(٥) البيت من المتقارب ، وهو لرجل من طيّىء في شرح التصريح ١ / ٤٠٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٧ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٣٧٢ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٩٦.