[الجن : ١٨] ، (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء : ٩٢] ، أصلهما : لا تدعو مع الله أحدا لأن المساجد لله ، وفاعبدون لأن هذه.
ولا يجوز تقديم منصوب الفعل عليه إذا كان «أنّ» وصلتها ، لا تقول «أنك فاضل وعرفت» وقوله [من الطويل] :
٦٨٧ ـ وما زرت ليلى أن تكون حبيبة |
|
إليّ ، ولا دين بها أنا طالبه (١) |
رووه بخفض «دين» عطفا على محل «أن تكون» ؛ إذ أصله : لأن تكون ؛ وقد يجاب بأنه عطف على توهّم دخول اللام ؛ وقد يعترض بأنّ الحمل على العطف على المحل أظهر من الحمل على العطف على التوهّم ، ويجاب بأن القواعد لا تثبت بالمحتملات.
وهنا معدّ ثامن ذكره الكوفيّون ، وهو تحويل حركة العين ، يقال : «كسي زيد» ، بوزن «فرح» ، فيكون قاصرا ، قال [من الوافر] :
٦٨٨ ـ وأن يعرين إن كسي الجواري |
|
فتنبو العين عن كرم عجاف (٢) |
فإذا فتحت السّين صار بمعنى «ستر» و «غطّى» ، وتعدّى إلى واحد كقوله [من المتقارب] :
٦٨٩ ـ وأركب في الرّوع خيفانة |
|
كسا وجهها سعف منتشر (٣) |
أو بمعنى : أعطى كسوة وهو الغالب ، فيتعدّى إلى اثنتين ، نحو : «كسوت زيدا جبّة» ؛ قالوا : وكذلك «شترت عينه» ، بكسر التاء ، قاصر بمعنى : انقلب جفنها ، و «شتر الله عينه» بفتحها متعدّ بمعنى : قلبها ، وهذا عندنا من باب المطاوعة ، يقال : «شتره فشتر» ، كما يقال : «ثرمه وثلمه فثلم» ، ومنه : «كسوته الثوب فكسيه» ، ومنه البيت ، ولكن حذف فيه المفعول.
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ١ / ٨٤ ، والإنصاف ص ٣٩٥ ، وتخليص الشواهد ص ٥١١ ، وشرح شواهد المغني ص ٨٨٥ ، والدرر ٥ / ١٨٣ ، والدرر ٥ / ١٨٣ ، ولسان العرب ١ / ٣٣٦ مادة / حنطب /.
(٢) البيت من البحر الوافر ، وهو لعمران بن حطان أو لعيسى بن الحبطى في الأغاني ١٨ / ٤٩ ، ولأبي خالد القناني في شرح شواهد المغني ٢ / ٨٨٦ ، ولسان العرب مادة (كرم) ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٢٧٠.
(٣) البيت من التقارب ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ١٦٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٣٦ ، ولسان العرب ٩ / ١٠٢ مادة / خيف /.