* (عوض) ظرف لاستغراق المستقبل مثل «أبدا» إلا أنه يختصّ بالنفي ، وهو معرب إن أضيف ، كقولهم : «لا أفعله عوض العائضين» ، مبنيّ إن لم يضف ، وبناؤه إمّا على الضمّ كـ «قبل» ، أو على الكسر كـ «أمس» ، أو على الفتح كـ «أين». وسمّي الزمان «عوضا» لأنه كلما مضى جزء منه عوضه جزء آخر ، وقيل : بل لأن الدهر في زعمهم يسلب ويعوّض ، واختلف في قول الأعشى [من الطويل] :
٢٨ ـ رضيعي لبان ثدي أمّ ، تحالفا |
|
بأسحم داج عوض لا نتفرّق |
______________________________________________________
(عوض)
(ظرف) موضوع (لاستغراق) الزمن (المستقبل مثل أبدا إلا أنه مختص بالنفي) وهذا في غالب الأمر وإلا فقد يستعمله معربا في الاستقبال بلا نفي يقال : افعل ذاك من ذي عوض أي : فيما يستقبل وقد يستعمل مبنيا في المضي بلا نفي أيضا كقوله :
ولو لا دفاعي من عفاق ومشهدي (١) |
|
هوى بعقاق عوض عنقاء مغرب |
في «الصحاح» العقاق كالقلاص الحوامل من كل حافر ، ولا أدري هل هذا هو المراد هنا أو لا؟ والعنق الداهية وهي في الأصل طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم (وهو معرب إن أضيف كقولهم : لا أفعله عوض العائضين) فإن قيل : سيأتي أن في عوض لغة بالفتح عند عدم الإضافة ، فمن أين لنا في هذه الفتحة الموجودة عند الإضافة أنها فتحة إعراب لا فتحة بناء؟ قلت أجاب المصنف عنه في حواشي «التسهيل» بأنا قلنا بذلك لاتفاقهم على الفتح عند الإضافة واختلافهم فيه بدونها (مبني إن لم يضف) لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى.
(وبناؤه إما على الضم كقبل أو على الكسر كأمس أو على الفتح كأين ، وسمي الزمان عوضا لأنه كلما مضى منه جزء عوّضه جزء آخر) هكذا قال ابن جني في «التنبيه» على شكل الحماسة ، إنما سموا الدهر عوض ، لأنه من التعويض وذلك أنه كلما مضى جزء من الدهر خلفه آخر من بعده ، فكان الثاني عوض من الأول (وقيل : بل ؛ لأن الدهر في زعمهم) بضم الزاي وفتحها وكسرها ، والمراد به هنا القول الباطل (يسلب ويعوض واختلف في قوله الأعشى :
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة |
|
إلى ضوء نار في بقاع تحرق |
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في الخزانة ٧ / ١٢٩. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ١ / ٢٠٨.