الثالث : أن يكون مجرورها وفاعل متعلّقها ضميرين لمسمّى واحد ، قاله الأخفش ، وذلك كقوله امرىء القيس [من الطويل] :
٢٦ ـ ودع عنك نهبا صيح في حجراته |
|
[ولكن حديثا ما حديث الرّواحل] |
وقول أبي نواس [من البسيط] :
٢٧ ـ دع عنك لومي فإنّ اللّوم إغراء |
|
[وداوني بالّتي كانت هي الدّاء] |
وذلك لئلا يؤدّي إلى تعدي فعل المضمر المتّصل إلى ضميره المتّصل ، وقد تقدّم الجواب عن هذا. وممّا يدلّ على أنها ليست هنا اسما أنه لا يصحّ حلول الجانب محلّها.
______________________________________________________
(والثالث) من محل تعين اسميتها (أن يكون مجرورها وفاعل متعلقها) بفتح اللام (ضميرين لمسمى واحد ، قاله الأخفش وذلك كقول امرىء القيس ؛
دع عنك نهبا صيح في حجراته) |
|
ولكن حديثا ما حديث الرواحل (١) |
الحجرات بفتح الحاء المهملة والجيم النواحي جمع حجرة ، مثل جمرة وجمرات (وقول أبي نواس) بواو لا همزة.
(دع عنك لومي فإن اللوم إغراء) |
|
وداوني بالتي كانت هي الداء (٢) |
فهي من ذلك اسم لا حرف (وذلك لئلا يؤدي إلى تعدي فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل) في غير باب ظن وما حمل عليه ، كما تقول فرحت بي وفرحت بك وهو ممتنع (وقد تقدم الجواب عن هذا) في على ، وهو إما على التعليق بمحذوف أي : دع عنك تركا ناشئا عنك ، وإما أن يخرج على تعلق الحرف بمضاف أي : دع عن نفسك (ومما يدل على أنها ليست هنا اسما أنها لا يصح حلول الجانب محلها) وقد مرت المنازعة في مثله بأن ما كان بمعنى شيء لا يلزم أن يصح حلوله محله.
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٩٤ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٥٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٤٠ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٤٤. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٦ / ٤٧٩.
(٢) البيت من البحر البسيط ، وهو لأبي نواس في ديوانه ١ / ٢١ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٣٤ ، وبلا نسبة في لسان العرب ٨ / ١٨٤ (شفع). ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ١ / ٣١.