على السكون لاتصاله بنون الإناث ؛ وفي نحو (لَيُنْبَذَنَّ :) مبني على الفتح لمباشرته لنون التوكيد ؛ وتقول في المضارع المعرب : مرفوع لحلوله محلّ الاسم ؛ وتقول : منصوب بكذا ، أو بإضمار «أن» ، ومجزوم بكذا ، ويبيّن علامة الرفع والنصب والجزم ؛ وإن كان الفعل ناقصا نصّ عليه فقال مثلا : «كان» فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر ؛ وإن كان المعرب حالّا في غير محلّه عيّن ذلك : فقيل في «قائم» مثلا من نحو : «قائم زيد» : خبر مقدّم ، ليعلم أنه فارق موضعه الأصليّ ، وليتطلب مبتدأه ؛ وفي نحو : (وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ) [الأنفال : ٥٠] : «الذين» مفعول مقدّم ، ليتطلب فاعله ، وإن كان الخبر مثلا غير مقصود لذاته قيل : خبر موطىء ؛ ليعلم أن المقصود ما بعده ، كقوله تعالى : (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) [النمل : ٥٥] ، وقوله [من البسيط] :
٨٩٣ ـ كفى بجسمي نحولا أنّني رجل |
|
لولا مخاطبتي إيّاك لم ترني (١) |
ولهذا أعيد الضمير بعد «قوم» و «رجل» إلى ما قبلهما ، ومثله الحال الموطّئة في نحو : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) [يوسف : ٢].
وإن كان المبحوث فيه حرفا بيّن نوعه ومعناه وعمله إن كان عاملا ، فقال مثلا : «إنّ» حرف توكيد تنصب الاسم وترفع الخبر ؛ «لن» : حرف نفي ونصب واستقبال ؛ «أن» : حرف مصدريّ ينصب الفعل المضارع ؛ «لم» : حرف نفي يجزم المضارع ويقلبه ماضيا ، ثم بعد الكلام على المفردات يتكلم عن الجمل ، ألها محلّ من الإعراب أم لا؟
فصل
وأول ما يحترز منه المبتدىء في صناعة الإعراب ثلاثة أمور :
أحدها : أن يلتبس عليه الأصليّ بالزائد ، ومثاله أنه إذا سمع أنّ «أل» من علامات الاسم ، وأن أحرف «نأيت» من علامات المضارع ، وأنّ تاء الخطاب من علامات الماضي ، وأنّ الواو والفاء من أحرف العطف ، وأنّ الباء واللام من أحرف الجرّ ، وأن فعل ما لم يسمّ فاعله مضموم الأول ، سبق وهمه إلى أن «ألفيت» و «ألهبت» اسمان ، وأن «أكرمت» و «تعلّمت» مضارعان ، وأن «وعظ» و «فسخ» عاطفان ومعطوفان ، وأن نحو : «بيت» و «بين» و «لهو» و «لعب» كل منهما جارّ ومجرور ، وأن نحو : «أدحرج» مبنيّ لم
__________________
(١) البيتان من البحر الخفيف ، ولم أجدهما.
(٢) البيت من البسيط ، وهو للمتنبي في ديوانه ٤ / ٣١٩ ، والجنى الداني ص ٥٣ ، وخزانة الأدب ٦ / ٦٢ ، ورصف المباني ص ١٤٩.