فعلّة بنائه قطعه عن الإضافة ، ولكن علّة كسره وكونه لم يسلك به في الضم مسلك «قبل» و «بعد» شبهه بـ «نزال».
الثامن : بناء «حاشا» في (وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ) [يوسف : ٣١] لشبهها في اللفظ بـ «حاشا» الحرفيّة ، والدليل على اسميّتها قراءة بعضهم : حش بالتنوين على إعرابها ، كما تقول : «تنزيها لله» ، وإنما قلنا إنها ليست حرفا لدخولها على الحرف ، ولا فعلا إذ ليس بعدها اسم منصوب بها ؛ وزعم بعضهم أنها فعل لدخولها على الحرف ، ولا فعلا إذ ليس بعدها اسم منصوب بها ؛ وزعم بعضهم أنها فعل حذف مفعوله ، أي : جانب يوسف المعصية لأجل الله ، وهذا التأويل لا يتأتّى في كل موضع ؛ يقال لك : «أتفعل كذا؟» أو «أفعلت كذا؟» فتقول : «حاشا لله» ، فإنما هذه بمعنى : تبرّأت لله براءة من هذا الفعل ، ومن نوّنها أعربها على إلغاء هذا الشبه ، كما أن بني تميم أعربوا باب «حذام» لذلك.
التاسعة : قول بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم : «قصرنا الصلاة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أكثر ما كنّا قطّ وآمنه» فأوقع «قطّ» بعد «ما» المصدريّة كما تقع بعد «ما» النافية.
العاشرة : إعطاء الحرف حكم مقاربه في المخرج حتى أدغم فيه ، نحو : (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) [الأنعام : ١٠١] و [الفرقان : ١٠] ، و (لَكَ قُصُوراً) [الفرقان : ١٠] وحتى اجتمعا رويّين ، كقوله [من الرجز] :
٩٢٢ ـ بنيّ إنّ البرّ شيء هيّن |
|
المنطق الطّيّب والطّعيّم (١) |
وقول أبي جهل [من الرجز] :
٩٢٣ ـ ما تنقم الحرب العوان منّي |
|
بازل عامين حديث سنّي (٢) |
لمثل هذا ولدتني أمّي |
وقول آخر [من الرجز] :
٩٢٤ ـ إذا ركبت فاجعلوني وسطا |
|
إنّي كبير لا أطيق العنّدا (٣) |
__________________
(١) البيت من الرجز ، وهو لامرأة قالته لابنها في نوادر أبي زيد ص ١٣٤ ، ولجدة سفيان في تهذيب اللغة ١٥ / ٣٧٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٩٠ ، وخزانة الأدب ١١ / ٣٢٥.
(٢ و ٣) البيت من الرجز ، وهو لعلي بن أبي طالب رضياللهعنه في ديوانه ص ١٩٢ ، ولسان العرب مادة (نقم) ولأبي جهل في جمهرة اللغة ص ٦١٦ ، وخزانة الأدب ١١ / ٣٢٥ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦ / ١٩٧.