ونظير هذا المثال قوله تعالى : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [الإسراء : ٧٩].
* (عل) بلام خفيفة ـ اسم بمعنى «فوق» ، التزموا فيه أمرين ؛ أحدهما : استعماله مجرورا بـ «من» ؛ والثاني : استعماله غير مضاف ، فلا يقال : «أخذته من عل السطح» كما يقال : «من علوه ، ومن فوقه». وقد وهم في هذا جماعة منهم الجوهريّ وابن مالك ، وأما قوله [من الرجز] :
٣٦ ـ يا ربّ يوم لي لا أظلّله |
|
أرمض من تحت وأضحى من عله |
فالهاء للسكت ، بدليل أنّه مبنيّ ، ولا وجه لبنائه لو كان مضافا.
______________________________________________________
ليضرب ، وأجنبيته ظاهرة (ونظير هذا المثال قوله تعالى : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [الإسراء : ٧٩]) فلا يجوز كون ربك اسم عسى للزوم المحذور المذكور ، وهو لزوم الفصل بالأجنبي بين يبعث ومعموله الذي هو مقاما كما مر سواء.
(عل)
(بلام خفيفة اسم بمعنى فوق التزموا فيه أمرين :
أحدهما استعماله مجرورا بمن.
والثاني استعماله غير مضاف فلا يقال أخذته من على السطح ، كما يقال من علوه) بضم العين وكسرها (ومن فوقه وقد وهم في هذا جماعة منهم الجوهري وابن مالك) قال في «الصحاح» ويقال أتيته من عل الدار بكسر اللام أي : من عال ، ولما كان البيت الآتي قد يستدل به لهؤلاء الجماعة من حيث أنه استعمل عل مضافا للضمير أجاب عنه المصنف بأن قال (وأما قوله :
يا رب يوم لي لا أظلله |
|
أرمض من تحت وأضحى من عمله) (١) |
أرمض فعل مضارع من قولهم رمض اليوم يرمض بكسر العين في الماضي ، وفتحها في المضارع أي : اشتد حره وأضحى أيضا مضارع أي : أبرز للشمس بفتح الحاء وماضيه ضحى بكسرها وضحى بفتحها (فالهاء) من عمله (للسكت) فهي حرف وليست ضميرا أضيف إليه على (بدليل أنه مبني) على الضم (ولا وجه لبنائه لو كان مضافا) وكان الكسر حينئذ يجب لجره بمن قلت : ويمكن أن يكون للبناء وجه وهو إضافته لمبني كما مر له في سواك وكما سيأتي في غير
__________________
(١) لم أجده.