والكسر على أصل التقاء الساكنين ؛ ويصحّ النصب في جوابهما عند الكوفيّين تمسكا بقراءة حفص : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ) [غافر : ٣٦] بالنصب ، وقوله [من الرجز] :
٣٩ ـ علّ صروف الدّهر أو دولاتها |
|
تدلننا اللمّة من لمّاتها |
فتستريح النّفس من زفراتها |
وسيأتي البحث في ذلك.
وذكر ابن مالك في شرح العمدة أن الفعل قد يجزم بعد «لعلّ» عند سقوط الفاء ، وأنشد [من الطويل] :
______________________________________________________
(ويصح النصب في جوابهما عند الكوفيين تمسكا بقراءة حفص (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ) [غافر : ٣٦ ـ ٣٧] بالنصب) وقراءة الجماعة الباقين بالرفع (وقوله :
عل صروف الدهر أو دولاتها |
|
تدلننا اللمة من لماتها |
فتستريح النفس من زفراتها) (١) |
صروف الدهر حوادثه ونوائبه واحدها صرف بفتح الصاد ، والدولة بفتح الدال المهملة وضمها بمعنى تكون في الحرب وغيره على ما قاله عيسى بن عمر ، وبعضهم يفرق فيقول هي بالفتح في الحرب بمعنى غلبة إحدى الطائفتين للأخرى ، وبالضم في المال يقال : صار الفيء بينهم دولة يتداولونه أي : يكون لهؤلاء مرة ولهؤلاء أخرى ، واللمة الشدة كذا قال الفراء ، وأنشد هذا البيت شاهدا عليه وقد عداه فيه إلى مفعولين ، فكأن المعنى لعل الحوادث تجعل لنا الشدة دولة فنستريح مما نحن فيه فانظره ، فلست على وثوق من صحته ، والزفرات جمع زفرة وهي اسم لإدخال النفس والزفير مصدر زفر يزفر إذا أدخل نفسه ، والشهيق إخراجه قال تعالى : (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) [هود : ١٠٦] وسكن الشاعر الفاء وحقها الفتح كثمرات جمع ثمرة إذ هو ثلاثي صحيح العين ساكنة غير مضعف ولا صفة (وسيأتي البحث في ذلك) وفي الباب الرابع في أقسام العطف ، وقد ألم المصنف بشيء في حرف اللام عند الكلام على لعل (وذكر ابن مالك في شرح «العمدة») والأصل والشرح من تصانيفه رحمهالله تعالى (أن الفعل قد يجزم بعد لعل عند سقوط الفاء ، وأنشد) شاهدا على ذلك قول الشاعر :
__________________
(١) الرجز بلا نسبة في لسان العرب ٤ / ٣٢٥ (زفر) ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٥٤ ، والجنى الداني ص ٥٨٤. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٩ / ١٧٥.