حتّى أتى كثيباً من رمل فنام عليه، فأتاه النّبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : قم يا أبا تراب، أغضبتَ أن آخيتُ بين النّاس، ولم أؤاخ بينك وبين أحد؟ قال : نعم. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت أخي وأنا أخوك.١
وعن عباية بن ربعيّ، قال : قلت لعبد الله بن عبّاس، لِم كنّى رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام أبا تراب؟ قال : لأنّه صاحب الأرض وحجّة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها وإليه سكونها، وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إذا كان يوم القيامة ورأي الكافر ما أعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة عليّ عليهالسلام من الثّواب والزُّلفى والكرامة يقول : يا ليتني كنت ترابيّاً، أي يا ليتني من شيعة عليّ عليهالسلام، وذلك قول الله عزّ وجلّ : (وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا).٢
قال العلّامة المجلسيّ رحمة الله : يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان وجه آخر لتسميته عليهالسلام بأبي تراب؛ لأنّ شيعته لكثرة تذلّلهم وانقيادهم لأوامره سُمُّوا تراباً، كما في الآية الكريمة، ولكونه عليهالسلام صاحبهم وقائدهم ومالك أمورهم سُمّي أبا تراب.٣
وقال عماد الدّين الحسن بن عليّ الطبريّ : وجه تسمية عليّ عليهالسلام بأبي تراب : سئل الصّادق عليهالسلام عن تسميته بأبي تراب، قال لأنّ التراب يقوم مقام الماء في الطّهارة، فإذا انقضى محمّد صلىاللهعليهوآله، فإنّ عليّاً عليهالسلام قام مقامه كما يقوم التراب مقام الماء.
_______________________
١ ـ مختصر تاريخ دمشق ١٧ ٣٠٢؛ كفاية الطالب ١٦٧، ١٦٨، باب ٤٧، الرّياض النضرة ٢ / ١٦٨؛ صحيح مسلم ٥ / ٢٧؛ كتاب فضائل الصّحابة؛ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لابن عساكر ٣٢، رقم ٣١.
٢ ـ معاني الأخبار ١٢٠؛ علل الشرائع ١ / ١٥٦؛ تأويل الآيات الظاهرة ٧٣٦، غاية المرام ١ / ٥٩.
٣ ـ بحار الأنوار ٣٥ / ٥١.