وقال أيضاً : سبب تسميته به أنّه غاب عليّ عليهالسلام يوماً، فطلبه النّبيّ صلىاللهعليهوآله وجميع أصحابه، فوجدوه في الصّحراء ساجداً لله تعالى نائماً على التّراب في سجدته، فلمّا وصل إليه النّبيّ صلىاللهعليهوآله انتبه وقام ووجهه كان متلطّخاً بالتّراب.١
وقال أيضاً بإسناده : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، أنا ماء وأنت تراب، لأنّي ما دمتُ حيّاً في دار الدّنيا يسأل النّاس منيّ، فإذا اُخرجت من هذه الدّنيا يسأل منك النّاس. ألا ترى لا يجوز التيمّم إن وجد الماء، فإذا لم يوجد وجب التيمّم، فسمّي أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام أبا تراب بهذه الجهة.٢
عن سهل بن سعد قال : إنّه جاء رجل يوماً فقال له : إنّ فلاناً أمير المدينة يذكر عليّاً عند المنبر، قال : فيقول أبو تراب، فضحك سهل ثمّ قال : واللهِ ما سمّاه به إلّا رسول الله صلىاللهعليهوآله، واللهِ ما كان من اسم أحبّ إليه منه.٣
وفي وجه تسمية عليّ عليهالسلام بأبي تراب، نقل من كتب الصّحاح والمسانيد وغيرها، مثل كتاب البخاريّ ومسلم وأحمد بن حنبل٤... عن أبي هريرة قال : صلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله الفجر ثمّ قام بوجهٍ كئيب، وقمنا معه حتى صار إلى منزل فاطمة عليهاالسلام، فأصبر عليّاً عليهالسلام نائماً بين يَدَي الباب على الدَّقْعاء، فجلس النّبيّ صلىاللهعليهوآله، فجعل يمسح التّراب عن ظهره ويقول : فداك أبي وأميّ يا أبا تراب، ثنّ أخذ بيده ودخلا منزل فاطمة عليهاالسلام، فمكثنا هنية، ثمّ سمعنا ضحكاً عالياً، ثمّ
_______________________
١ ـ أسرار الإمامة ٥٩؛ انظر مؤدّاه في : مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٧٠.
٢ ـ مناقب الطّاهرين ١ / ٣٤٩.
٣ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٣٣، ٣٢٤؛ مطالب السؤول ٦٦، مجموعة نفيسة ١٧٧؛ «ألقاب الرسول وعترته»؛ صحيح مسلم ٥ / ٢٧ رقم ٣٨؛ كتاب فضائل الصّحابة، صحيح البخاريّ ٣ / ١٣٥٨ رقم ٣٥٠٠، ١ / ١٦٩ ـ ١٧٠ رقم ٤٣٠؛ تاريخ الطبريّ ٢ / ٤٠٩.
٤ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٢٠٧؛ صحيح مسلم ٧ / ١٢٣؛ مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٢٦٣.