الله، فمضى عليّ عليهالسلام فقال للنقّاش : اكتب ما يحبّ رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا إلٰه إلّا الله، فقال له : اكتب ما أحبّ أنا : محمّد رسول الله، فلمّا جاء به إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فوجد عليه ثلاثة أسطر قال : يا عليّ، أمرتك سطراً فكتب عليه ثلاثة أسطر! فقال : وحقّك يا رسول الله أمرته أن يكتب عليه ما أحببت لا إلٰه إلّا الله، وما أحببت أنا محمّد رسول الله، فهبط جبرئيل عليهالسلام فقال ربّ العزّة يقول : كتبت ما تحبّ لا إلٰه إلّا الله وعليّ كتب ما يحبّ محمّد رسول الله وأنا أكتب ما أحب عليّ ولي الله.١
وعن الكنجيّ الشافعيّ بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن ميلاد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، فقال : سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليهالسلام. إنّ الله تبارك وتعالى، خلق عليّاً من نوري، وخلقني من نوره، وكلّنا من نور واحد، ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ نقلنا من صلب آدم عليهالسلام في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكيّة، فما نُقلتُ من صلب إلّا ونقل عليّ معي، فلم نزل كذلك حتّى استودعني خير رحمٍ وهي آمنة، واستودع عليّاً خير رحمٍ وهي فاطمة بنتَ أسد.
وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة، فبعث الله إليه أبا طالب فلمّا أبصره المبرم بن دعيب قام إليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه، ثمّ قال له : من أنت؟ فقال : رجل من تِهامة، فقال : من أيّ تهامة؟ فقال : من بني هاشم، فوثب العابد فقبّل رأسه ثانية : ثمّ قال : يا هذا إنّ العليّ الأعلى ألهمني إلهاماً. قال أبو طالب : وما هو؟ قال ولد يولد من ظهرك وهو وليّ الله عزّ وجلّ، فلمّا كانت الليلة الّتي وُلد فيها عليّ عليهالسلام أشرقت الأرض، فخرج أبو طالب وهو يقول : أيّها
_______________________
١ ـ إحقاق الحقّ ٤ / ١٤٣.