العرب ورؤساء القبائل على محاربته وقتله.١
قال فضل الله بن روزبهان : هو الراقد في فراش الرسول الأمين حتّى باهى الله به الملائكة المقرّبين، المُشْهِر لذي الفقار على الكَفَرَة المتمرّدين، الكاسر لجيش قريش يوم بدر بقتل ثلاث من المشركين : الفالق بفتح (بفرق) كبش الكتيبة يوم اُحد بسيفه الرّصين، الفارق رأس عمرو بن عبد وَدَّ يوم الخندق بالأيد المتين، وأنزل الله تعالى في حقّه (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)٢. وقال بعض القرّاء : وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ ...، وهو القالع لباب خيبر بعد قتل مرحبٍ بلا توهين، ومحارب النّاكثين، ومقاتل القاسطين، وقاتل المارقين، المُنزَل في مناقبه جلائل الآيات من الكتاب المبين.٣
ولا يخفى أنّ الموافق والمخالف، علموا أنّ عليّاً عليهالسلام كان أشجع الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله، وأنّه بسيفه ثبتت قواعد الإسلام، وتشيّدت أركان الإيمان، وكانت الراية بيده يوم بدر وأحد، ويوم الخندق، ويوم خيبر بعد أن رجع غيره وانهزم.
روى ابن عساكر عن عبد الرحمان بن أبي ليلي عن أبيه، أنّه قال لعليّ عليهالسلام، وكان يَسْمُر معه : إنّ النّاس قد أنكروا منك أن تخرج في البرد في الملاءتين، وفي الحرّ في الحَشو والثّوب الثقيل! قال : فقال عليّ عليهالسلام : ألم تكن معنا بخيبر؟ قال : بلى، قال : فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث أبا بكر، وعقد له لواءً فرجع وقد انهزم ،
_______________________
١ ـ تفسير الثعلبيّ ٢ / ١٢٦؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٣١؛ تفسير القرطبيّ ٩ / ١٤٠؛ مروج الذهب ٢ / ٤٢٥؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٣٢؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٥٢ ـ ٥٤؛ المناقب للخوارزميّ ١٢٧؛ كفاية الطالب ٢٠٩.
٢ ـ الأحزاب / ٢٥.
٣ ـ وسيلة الخادم إلى المخدوم ١٠٩ ـ ١١٧.