العلم وأقسام الحكمة، فباعتبار ذلك وصف بلفظة البطين، فإنّها لفظة يوصف من هو عظيم البطن متّصف بامتلائه، ولمّا كان عليّ عليهالسلام قد امتلأ علماً وحكمة وتضلّع من أنواع العلوم وأقام الحكمة ما صار غذاء له مملوءاً به، وُصِف باعتبار ذلك بكونه بطيناً من العلم والحكمة.
من كان قد عرفته مدية دهره |
|
ومرت له أخلاق سمٍّ مُنقَعِ |
فليَعتَصِم بعُرى الدعاء ويَبتهلْ |
|
بإمامِه الهادي البطينِ الأنزعِ |
نُزعت عن الآثام طُرّاً نفسُهُ |
|
ورعاً فمَن كالأنزَعِ المُتَورِّعِ؟ |
وحَوى العلومَ عن النّبيِّ وراثةً |
|
فهو البطينُ بكلِّ علمٍ مُودَعِ |
وهو الوسيلةُ في النجاةِ إذا الورىٰ |
|
رَجَفَت قلوبُهُم لهولِ المَجمَعِ١ |
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، إنّ الله قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ومحبّي شيعتك، وأبشر، فإنّك الأنزع البطين؛ منزوع من الشّرك، بطين من العلم.٢
وقال سبط ابن الجوزيّ : ويُسمّى عليّ عليهالسلام البطين، لأنّه كان بطيناً من العلم، وكان يقول عليهالسلام : لو ثُنِيَت لي الوسادة لَذكرتُ في تفسير بسم الله الرّحمٰن الرّحيم حِملَ بعير، ويسمّى الأنزع، لأنّه كان أنزع من الشرك.٣
وقال عليهالسلام : لو شئتُ لأوقرتُ من تفسير الفاتحة سبعين بعيراً.٤
روي أنّ ابن عبّأس جاء إلى أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام يسأله عن تفسير
_______________________
١ ـ مطالب السؤول ٦٧ ـ ٧٠.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٢٩٤؛ المقتل للخوارزميّ ١ / ٣؛ المناقب لابن المغازليّ ٤٠٠، ٤٠١؛ فرائد السمطين ١ / ٣٠٨؛ جواهر العقدين ٢ / ٢١٩؛ الصواعق المحرقة ١٦١؛ ينابيع المودّة ٢ / ٣٥٧، ٤٥٢؛ فردوس الأخبار ٥ / ٣١٦ رقم ٨٣٠٤.
٣ ـ تذكرة الخواصّ ٤؛ الفصول المهمّة ١٣٠.
٤ ـ بإلزام الناصب ٢ / ١٧٨؛ نهج الإيمان ٢٧٥؛ ينابيع المودّة ١ / ٢٠٥ و ٣ / ٤٥٦؛ قُوت القلوب في معاملة المحبوب ١ / ١٠٥.