القرآن، قال : ما أوّل القرآن؟ قال : الفاتحة. قال : وما أوّل الفاتحة؟ قال بسم الله، قال : وما أوّل بسم الله؟ قال : الباء، فجعل عليهالسلام يتكلّم في الباء طول الليل، فلمّا قَرُبَ الفجر فال : لو أزدنا الليل لزدنا.١
وقال ابن الأثير صاحب النّهاية في مادّة «نزع» في صفة عليّ عليهالسلام «البطين الأنزع» : كان أنزع الشَّعر، له بطن. وقيل معناه : الأنزع من الشّرك، المملوء البطن من العلم والإيمان.٢
ولابن حمّاد رحمه الله :
بعث النّبيّ براءة ً مع غيرهِ |
|
فأتاه جبريلُ يَحثُّ ويُوضِعُ |
قال : ارتَجِعْها واعطِها أولى الورىٰ |
|
بأدائها وهو البطينُ الأنزَعُ٣ |
قال ابن أبي الحديد في القصائد السَّبع العَلَويّات :
فيك الإمامُ المرتضى فيك الوصيّ |
|
المجتبى فيك البطينُ الأنزَعُ٤ |
عن ابن عبّاس قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من أراد النّجاة غداً فليأخذ بحُجزة هذا الأنزع، يعني عليّاً عليهالسلام.٥
وقال النّبيّ صلىاللهعليهوآله : «أقضاكم عليّ». والقاضي محتاج إلى جميع أنواع العلوم، فلمّا رجّحه على الكلّ في القضاء، لزم ترجيحه عليهم في جميع العلوم. أمّا سائر الصّحابة فقد رجح كلّ واحد منهم على غيره في علم واحد، كقوله صلىاللهعليهوآله : أفرضكم زيد، وأقرأكم أُبَيّ، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأبو ذرّ
_______________________
١ ـ نهج الإيمان ٢٧٤.
٢ ـ النّهاية ٥ / ٢٢؛ لسان العرب ٨ / ٣٥٢.
٣ ـ نهج الإيمان ٢٥٧؛ مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٤٧.
٤ ـ القصائد السبع العلويّات ٦١.
٥ ـ معاني الأخبار ٦٣.