١ ـ للماضي ، نحو : (حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ)(١).
٢ ـ أو للاستمرار ، نحو : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا)(٢).
(لو) للشرط في الماضي مع القطع بانتفاء الشرط ، فيلزم انتفاء الجزاء ، بمعنى أن الجزاء كان يمكن أن يقع لو وجد الشرط ، فإذا قلت : لو جئتني لأكرمتك ، فهم منه أن المجيء شرط في الإكرام ، وأنه على تقدير وقوعه يقع الإكرام ، ولهذا قيل : ان (لو) لامتناع الثاني لامتناع الأول ، وعليه قوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ)(٣) أي إن انتفاء الهداية ، إنما هو بسبب انتفاء المشيئة ونحوه قول الحماسي :
ولو طار ذو حافر قبلها |
|
لطارت ولكنه لم يطر (٤) |
فإن عدم طيران ذلك الفرس بسبب أنه لم يطر ذو حافر قبلها.
وتجيء قليلا لامتناع الأول لامتناع الثاني ، فتفيد الدلالة على أن العلم بانتفاء الثاني علة للعلم بانتفاء الأول ضرورة انتفاء الملزوم بانتفاء اللازم من غير التفات ، الى أن انتفاء الجزاء في الخارج ما هي ، وعلى ذلك جاء قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا)(٥) ، إذ المعنى أنه علم انتفاء تعدد الآلهة بسبب العلم بانتفاء الفساد ، ويكثر هذا في مقام الأدلة والبراهين ، لكن الاستعمال الأول هو الشائع المستفيض في القرآن والحديث وأشعار العرب.
ويجب كون جملتيهما فعليتين ماضويتين ، فإن دخلت على مضارع كان ذلك لنكتة ، إما :
١ ـ قصد الاستمرار في الماضي حينا فحينا ، نحو : (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ)(٦). قال في «الكشاف» : إنما قيل : يطيعكم دون أطاعكم للدلالة على أنه كان في إرادتهم استمرار عمله على ما يستصوبونه ، وأنه كلما
__________________
(١) سورة الكهف الآية ٩٦.
(٢) سورة البقرة الآية ١٤.
(٣) سورة النحل الآية ٩.
(٤) إن عدم طيران الفرس معلوم ، والمقصد بيان السبب ، وهو أنه لم يطر قبلها ذو حافر.
(٥) سورة الأنبياء الآية ٢٢.
(٦) العنت : الهلاك (سورة الحجرات).