إن تمنعي صوبك صوب المدمع |
|
يجري على الخد كضئب الثعثع |
وطمحة صيرها جحلنجع |
|
لم يحضها الجدول بالتنوع (١) |
قال في المثل السائر : ومن الغريب من يعاب استعماله في النثر دون النظم كلفظ مشمخر في أبيات بشر في وصف الأسد :
وأطلقت المهند من يميني |
|
فقدّ له من الأضلاع عشرا |
فخرّ مضرجا بدم كأني |
|
هدمت به بناء مشمخرّا (٢) |
ولفظ الشدنية ، وهي ضرب من النوق في قول أبي تمام :
يا موضع الشدنية الوجناء |
|
ومصارع الأدلاج والاسراء (٣) |
ثم قال : واعلم أن كل ما يسوغ استعماله في الكلام المنثور يسوغ استعماله في المنظوم دون العكس ، وذلك شيء استنبطته ودلني عليه الدوق.
وقال الجاحظ في البيان والتبيين : ورأيت الناس يديرون في كتبهم ، أن امرأة خاصمت زوجها الى يحيى بن يعمر ، فانتهرها مرارا فقال له يحيى : أن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلبها وتضهلها (٤) ، فإن كانوا قد رووا هذا الكلام لكي يدل على فصاحة وبلاغة فقد باعده الله من صفة البلاغة ، وإن كانوا فعلوا ذلك لأنه غريب فأبيات من الشعر العجاج والطرماح تأتي لهم مع الوصف الحسن على أكثر من ذلك.
٢ ـ احتياجها الى التخريج على وجه بعيد حتى يفهم منها المعنى المقصود نحو مسرجا وصفا للأنف في قول رؤبة بن العجاج (شاعر إسلامي) :
__________________
(١) الصوب المطر المنصب والضئب حب اللؤلؤ والطمحة النظرة والصبير السحابة البيضاء وحضا النار حركها والجدول النهر والتنوع تحريك الريح الغصن والتذبذب وصيرورة الشيء أنواعا.
(٢) قد قطع والمضرج الملطخ بالدم والمشمخر العالي.
(٣) الايضاع نوع من السير ، والوجناء عظيمة الوجنتين ، والادلاج والاسراء من سرى الليل.
(٤) الشكر بفتح الشين وكسرها عضو التناسل ، والشبر النكاح ، وضهل فلان حقه نقصه وطله مطله.