أسرار البلاغة في المجاز المرسل
المجاز المرسل ضرب من التوسع أساليب اللغة وفن من فنون الإيجاز في القول انظر قوله :
كفى بالمرء عيبا أن تراه |
|
له وجه وليس له لسان |
تراه قد سلك طريقا أرشد بها السامعين الى أن من فقد الفصاحة والبيان ، فكأنه فقد اللسان جملة ، وفي هذا من كمال المبالغة ما أنت تشعر به وتتذوقه.
وهكذا تشاهد مثل هذا الخيال الرائع اذا أنت تأملت قوله :
إذا نزل السماء بأرض قوم |
|
رعيناه وإن كانوا غضابا |
فإنك لتستبين منه أنه رعى الغيث ، وكأن النبات كله ماء.
وفي هذا كبير دلالة على أن النبات لا يحيا بدون الماء ، وعلى أن عليه حياة الحيوان على وجه الأرض ، وأنه بدونه لا يعيش.
تدريب أول
بيّن المجاز المرسل ، وعلاقته فيما يلي :
١ ـ إن العدو وإن تقادم عهده |
|
فالحقد باق في الصدور مغيب |
٢ ـ (فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(١)
٣ ـ وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها |
|
فليس لمخضوب البنان يمين |
٤ ـ ولم يبق سوى العدوا |
|
ن دناهم كما دانوا |
٥ ـ مكثنا في (النعيم المقيم)
٦ ـ (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)(٢)
٧ ـ (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى)(٣)
٨ ـ (إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً)(٤)
__________________
(١) سورة الأنعام الآية ٥.
(٢) سورة الزمر الآية ٦٧.
(٣) سورة البقرة الآية ١٧٨.
(٤) سورة النساء الآية ١٠.