٣ ـ إيراد صفات متعددة على طريق واحدة كقول المتنبي في المديح ، وقد أولع كثيرا بهذا النوع :
دان بعيد محب مبغض بهج |
|
أغرّ حلو ممر لين شرس |
ند أبي غر واف أخي ثقة |
|
جعد سرنه ندب رضى ندس (١) |
ولا يخفي ما فيه من الثقل فما أشبه بسلسلة طويلة متصلة الحلقات.
٤ ـ تعاقب الأدوات ومجيء بعضها إثر بعض كمن وإلى ، وفي وعن وعلى كقول أبي تمام :
كأنه في اجتماع الروح فيه له |
|
في كل جارحة من جسمه روح (٢) |
وقول المتنبي يصف فرسا :
وتسعدني في عمرة بعد غمرة |
|
سبوح لها منها عليها شواهد (٣) |
فمجيء في بعد له في البيت الأول ، ولها منها عليها في البيت الثاني ، أورث فيهما ثقلا جعل اللسان يتعثر عند النطق بهما ، قال صاحب الصناعتين : وسبيل تلافي ذلك أن تفصل بين الحرفين كأن تقول : اقمت به شهيدا عليه.
٥ ـ تتابع الإضافات كما تقول : سرج فرس تابع الأمير ، وعليه ورد قول ابن بابك :
حمامة جرعي حومة الجندل اسجعي |
|
فأنت بمرأى من سعاد ومسمع (٤) |
قال في دلائل الإعجاز : ومن شأن هذا الضرب أن يدخله الإستكراه ، قال الصاحب بن عبادة : إياك والإضافات المتداخلة ، وذكر أنه يستعمل في الهجاء كقوله :
__________________
(١) الشرس الصلب هنا والقرى المغرى بفعل الجميل وجعد الماضي في الأمور والسري الشريف والنهي العاقل والندب السريع في أموره ، والندس العارف البحاثة ، يريد أنه محب لأهل الفضل مبغض لأهل النقص يبهج بالقصاد ويحلو لأوليائه ويمر على أعدائه.
(٢) الجارحة العصو يريد أن يقظ نشيط.
(٣) الغمرة الشدة ، والسبوح الفرس الحسن العدو الذي لا يتعب راكبه كأنه يسبح في الماء يريد أنه يعينه على الشدائد ، وله شواهد دالة على كرم خصاله.
(٤) الجرعى تأنيث الأجرع وهي الرملة لا تنبت شيئا ، والحومة معظم الشيء ، والجندل الحجارة ، والسجع هديل الحمام المعنى اطربي لأن الحبيبة تراك وتسمعك.