ولو أن في كبد السماء فضيلة |
|
لسما لها زيد الجواد فنالا |
يا زيد آل يزيد ذكرك سؤدد |
|
باق وقربك يطرد الإمحالا |
نفحات كفك يا ذؤابة وائل |
|
تركت عليك الراغبين عيالا |
فيؤدي المعنى على حقيقته دون مبالغة ولا إغراق ، أو حين يمدح جعفر بن يحيى البرمكي فيقول :
تداعت خطرب الدهر عن جابر جعفر |
|
وأمسك أنفاس الرغائب سائله |
هو البحر يغشى سرة الأرض سيبه |
|
وتدرك أطارف البلاد سواحله |
فلو لم يكن في كفه غير روحه |
|
لجاد بها فليتق الله سائله |
فهو قد شبهه بالبحر اللجي ، يعم فيضه الآفاق ، وتدرك سواحله أطراف البلاد ، أو نحو أبي نواس وهو يمدح الخطيب :
أنت الخطيب وهذه مصر |
|
فتدفقا فكلاكما بحر |
ويحق لي اذا صرت بينكما |
|
ألا يحل بساحتي فقر |
فجعله كالبحر المتدفق الذي اذا حل ببلدة عمها الخصب وفارقها الجدب ، أو نحو قول البحتري يمدح يوسف بن محمد :
أدراهم الأولى بداره جلجل |
|
سقاك الحيا روحاته وبواكره |
وجاءك يحكي يوسف بن محمد |
|
فروتك رباه وجادك ماطره |
إذ لم يشأ إلا أن يجعل الغيث يشبهه في فيضه ، وبالغ في التشبيه ، وافتن في الأسلوب ، وعكس ما ألفه الناس من تشبيه الجواد بالغيث والبحر ، ثم انظر إلى قول الآخر :
إذ ما رأيت رأيت البحر يبسط كفه |
|
فلا تخش إقلالا من الدهر أو عدما |
فقد لجأ في وصف ممدوحه بالكرم الى الاستعارة المصرحة وهي كما تعلم أبلغ من التشبيه وأعلى كعبا لما فيها من دعوى الاتحاد بين المشبه والمشبه به ، وقول أبي العتاهية :
للجود باب في الأنام ولم تزل |
|
يمناك مفتاحا لذاك الباب |
فقد جعل للجود بابا مفتاحه في يد الممدوح اليمنى على سبيل الاستعارة المكنية وقول المتنبي في مدح كافور :