الطباق ـ المطابقة ـ التكافؤ ـ التضاد
هو لغة الجمع بين الشيئين ، واصطلاحا الجمع بين معنيين متقابلين ، سواء أكان ذلك التقابل تقابل التضاد أو الايجاب والسلب أو العدم والملكة أو التضايف ، أو ما شابه ذلك ، وسواء كان ذلك المعنى حقيقيا أو مجازيا (١).
وهي تنقسم أولا إلى :
(أ) مطابقة بلفظين من نوع واحد ، سواء أكانا اسمين ، نحو : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ)(٢) ، أم فعلين نحو : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ)(٣) ، وقوله عليهالسلام للأنصار : «إنكم لتكثرون عند الفزع وتلقون عند الطمع» ، أم حرفين نحو : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ)(٤) ، وقول القائل :
ركبنا في الهوى خطرا فإما |
|
لنا ما قد ركبنا أو علينا |
(ب) مطابقة بلفظين من نوعين نحو : وأحيي الموتى بإذن الله ، وقوله :
قد كان يدعى لابس الصبر حازما |
|
فأصبح يدعى حازما حين يجزع |
والتقابل إما ظاهر كما سبق وإما خفي نحو : أشداء على الكفار رحماء بينهم فإن الرحمة تستلزم اللين المقابل للشدة ، وقول أبي تمام :
ما الوحش إلا أن هاتا أو إنس |
|
قنى الخط إلا أن تلك ذوابل |
لما في هاتان من القرب وتلك من البعد.
ثانيا الى :
(أ) طباق الايجاب كما سلف لك من الأمثلة.
(ب) طباق السلب ، وهو أن يجمع بين فعلي مصدر واحد مثبت ومنفي ،
__________________
(١) مثله أو من كان ميتا فأحييناه.
(٢) سورة الكهف الآية ١٨.
(٣) سورة آل عمران الآية ٢٦.
(٤) لأن في اللام معنى المنفعة وفي على معنى المضرة ، لأن اللام تشعر بالملكية المؤذنة بالانتفاع وعلى تشعر بالعلو الدال على التحمل المؤذن بالتضرر (سورة البقرة).