ولم يستزر عن رغبة في زيارة |
|
ولكن على رغم المزور يزور |
وكان يقول (١) عند دخوله إلى مصر : إنه يحفظ وقر بعير (٢) من العلوم ، وكان نزيل القاضي الفاضل ، ورتّبه بمدرسته بالقاهرة ، وقيل : إن كنيته أبو محمد (٣) حسبما وجد في بعض إجازاته ، رحمه الله تعالى!.
٨ ـ ومن الراحلين إلى المشرق من الأندلس الإمام القاضي : أبو بكر بن العربي.
قال ابن سعيد : هو الإمام العالم القاضي الشهير فخر المغرب (٤) ، أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري ، قاضي قضاة كورة إشبيلية ، ذكره الحجاري في المسهب ، طبق الآفاق بفوائده ، وملأ الشام والعراق بأوابده ، وهو إمام في الأصول والفروع وغير ذلك.
ومن شعره وقد ركب مع أحد أمراء الملثّمين ، وكان ذلك الأمير صغيرا ، فهز عليه رمحا (٥) كان في يده مداعبا له ، فقال : [الطويل]
يهزّ عليّ الرّمح ظبي مهفهف |
|
لعوب بألباب البريّة عابث |
ولو كان رمحا واحدا لا تّقيته |
|
ولكنّه رمح وثان وثالث(٦) |
وقوله وقد دخل عليه غلام جميل الصورة في لباس خشن : [الرمل]
لبس الصّوف لكي أنكره |
|
وأتانا شاحبا قد عبسا |
قلت إيه عرفناك وذا |
|
جلّ سوء لا يعيب الفرسا |
كلّ شيء أنت فيه حسن |
|
لا يبالي حسن ما لبسا |
وزعم بعض أن الأبيات ليست له ، وإنما تمثل بها ، فالله تعالى أعلم.
وممن عرّف بابن العربي وذكره ابن الإمام في سمط الجمان ، والشّقندي في الطرف ،
__________________
(١) في ب ، ه : وكان يقال.
(٢) وقر بعير : حمل بعير.
(٣) أكثر المصادر على أن اسمه القاسم وأن له كنيتين : أبو القاسم ، وأبو محمد.
(٤) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد العربي المعافري المكنى بأبي بكر (انظر تاريخ قضاة الأندلس ص ١٠٥. وشذرات الذهب ج ٤ ص ١٤١ ، وكتاب الوفيات لابن قنفذ ص ٢٧٩ ، والملح ص ٦٢ ، وغيرها كثير).
(٥) في ب : رميحا.
(٦) في ب : فلو أنه رمح إذن لا تّقيته ...