٨٩ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن صالح الأنصاري ، المالقي.
قال السلفي : هو شاب من أهل الأدب ، له خاطر ، سمح كان يحضر عندي بالإسكندرية ، كثير السماع للحديث ، وذكر أنه قرأ الأدب على أبي الحسين بن الطّراوة النحوي بالأندلس (١) ، وعلى نظرائه ، وأنشدني لنفسه : [الكامل]
كم ذا تقلقلني النّوى وتسوقني |
|
وإلى متى أشجّى بها وأسام |
ألفت ركائبي الفلا فكأنّما |
|
للبين عهد بيننا وذمام |
يا ويح قلبي من فراق أحبّة |
|
أبدا تصدّعه به الأيّام |
٩٠ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن صالح ، القحطاني ، المعافري ، الأندلسي ، المالكي.
رحل إلى المشرق فسمع بالشام من خيثمة (٢) بن سليمان ، وبمكة أبا سعيد بن الأعرابي ، وببغداد إسماعيل بن محمد الصفار ، وسمع بالمغرب بكر بن حماد التّاهرتي ومحمد بن وضاح وقاسم بن أصبغ وغيرهم (٣) وبمصر جماعة من أصحاب يونس والمزني ، روى عنه أبو عبد الله الحاكم وقال : اجتمعنا به بهمذان ، مات ببخارى سنة ٣٨٣ ، وقيل : سنة ثمان ، وقيل : سنة تسع وسبعين ، وقال فيه أبو سعيد الأندلسي (٤) : إنه كان من أفاضل الناس ، ومن ثقاتهم ، وقال غنجار : إنه كان فقيها حافظا ، جمع تاريخا لأهل الأندلس ، وقال السمعاني فيه : كان فقيها حافظا ، رحل في طلب العلم إلى المشرق والمغرب ، رحمه الله تعالى!.
٩١ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن طاهر بن علي بن عيسى ، الخزرجي ، الداني ، النحوي ، أخو أبي العباس بن عيسى.
سمع بدانية من أبي داود المقري وغيره ، وقدم دمشق سنة ٥٥٤ حين خرج حاجا ، وأقرأ بدمشق النحو مدّة ، ثم خرج إلى بغداد ، وأقام بها إلى أن مات سنة ٦١٩ ، وولد سنة ٥١٢ ، وقدم مصر سنة ٥٧٢ ، وله من المصنفات كتاب «تحصيل عين الذهب ، من معدن جوهر الأدب ، في علم مجازات العرب» ومن كلامه : ليست هيبة الشيخ لشيبه ولا لسنه ولا لشخصه ، ولكن لكمال عقله ، والعقل هو المهاب ، ولو رأيت شخصا جمع جميع الخصال وعدم العقل لما هبته ، وقال : من جهل شيئا عابه ، ومن قصر عن شيء هابه.
__________________
(١) ابن الطراوة : هو سليمان بن محمد بن عبد الله السبائي المالقي أبو الحسين. كان نحويا ماهرا أديبا بارعا.
توفي في سنة ٥٢٨. (بغية الوعاة ج ١ ص ٦٠٢).
(٢) في ب : بالشام خيثمة.
(٣) وغيرهم : غير موجودة في ب ، ه.
(٤) في ب ، ج : أبو سعيد الإدريسي.