وكان يلي وثائق الأمير محمد طول أيامه.
روى عنه ابن لبابة وابن أيمن والأعناقي وابنه محمد بن قاسم في آخرين (١).
توفي سنة ست ـ أو سبع ، أو ثمان ـ وسبعين ومائتين ، رحمه الله تعالى!.
١٨ ـ ومنهم أبو بكر الغساني ، وهو محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أسود ، من أهل المرية ، قدم إلى مصر ولقي بها أبا بكر الطرطوشي ، ثم عاد إلى بلده ، وشوور ، واستقضي بمرسية مدة طويلة ، ثم صرف ، وسكن مراكش ، قال ابن بشكوال : توفي بمراكش في رجب سنة ٦٣٦ ، وقال أبو جعفر بن الزبير : إن له كتاب تفسير القرآن ، وبيته بيت علم ودين.
١٩ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن حيّون ، من أهل وادي الحجارة ، قال ابن الفرضي ، سمع من ابن وضاح والخشني ونظرائهما بالأندلس ، ورحل إلى المشرق ، فتردد هنالك ، نحوا من خمس عشرة سنة ، وسمع بصنعاء ومكة وبغداد ولقي جماعة من أصحاب الإمام أحمد بن حنبل : منهم عبد الله بن أحمد ، وسمع بمصر من الخفاف النيسابوري (٢) وإبراهيم بن موسى وغيرهما ، وبالمصيصة والقيروان ، وكان إماما في الحديث ، عالما ، حافظا للعلل بصيرا بالطرق ، ولم يكن بالأندلس قبله أبصر بالحديث منه ، وهو ضابط متقن ، حسن التوجيه (٣) للحديث ، صدوق ، ولم يذهب مذهب مالك ، ومن روى عنه ابن أيمن وقاسم بن أصبغ ووهب بن مسرة وأحمد بن سعيد بن حزم ، وقال خالد بن سعيد : لو كان الصدق لسانا لكان ابن حيّون ، وكان يزنّ بالتشيّع (٤) لشيء كان يظهر منه في حق معاوية ، رضي الله تعالى عنه! وكان شاعرا ، وتوفي بقرطبة سنة ٣٠٥ ، سامحه الله تعالى!.
٢٠ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم (٥) بن غالب ، المالقيّ (٦) ، قال ابن نقطة : سمع بالإسكندرية من أبي الحسن بن المقدسي ، وكان فاضلا ، رأيت بخطه إجازة بمصر لبعض المصريين في رجب سنة ٦٠٤ ، وسمع بمصر شيئا من الخلعيّات ، قال ابن فرتون الفاسي في ذيل تاريخ الأندلس : روى بمالقة ، ورحل إلى المشرق ،
__________________
(١) في ابن الفرضي : في جماعة سواهم.
(٢) في ه : الحفاظ النيسابوري.
(٣) في ه : حسن التوجه للحديث.
(٤) يزن : يتهم. وفي ب : بالتشييع.
(٥) بن إبراهيم : غير موجودة في ب.
(٦) التكملة ص ٦٣٨ ، والذيل والتكملة ج ٦ ص ٣٥.