٨٧ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن سليمان ، المعافري ، الشاطبي (١) ، نزيل الإسكندرية ، ويعرف بابن أبي الربيع.
أحد أولياء الله تعالى ، شيخ الصالحين ، صاحب الكرامات المشهورة ، جمع بين العلم والعمل والورع والزهد والانقطاع إلى الله تعالى والتخلي عن الناس والتمسك بطريقة السلف ، قرأ القرآن ببلده بالقراءات السبع على أبي عبد الله محمد بن سعادة الشاطبي وغيره ، وقرأ بدمشق على الواسطي ، وسمع عليه الحديث ، ورحل ، فسمع من الزاهد أبي يوسف يعقوب خادم أضياف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قبره ومنبره سنة ٦١٧ ، وسمع بدمشق على أبي القاسم بن صصرى (٢) وأبي المعالي بن خضر وأبي الوفاء بن عبد الحق وغيرهم ، وانقطع لعبادة الله تعالى في رباط سوار من الإسكندرية بتربة أبي العباس الراسي ، وتلمذ للشاطبي تلميذ الراسي (٣) ، وصنف كتبا حسنة : منها كتاب «المسلك القريب ، في ترتيب الغريب» وكتاب «اللمعة الجامعة ، في العلوم النافعة» في تفسير القرآن العزيز ، وكتاب «شرف المراتب والمنازل ، في معرفة العالي من القراءات والمنازل» وكتاب «المباحث السنية ، في شرح الحصرية» وكتاب «الحرقة ، في إلباس الخرقة (٤)» وكتاب «المنهج المفيد ، فيما يلزم الشيخ والمريد» وكتاب «النبذ الجلية ، في ألفاظ اصطلح عليها الصوفية» وكتاب «زهر العريش ، في تحريم الحشيش» وكتاب «الزهر المضي ، في مناقب الشاطبي» وكتاب «الأربعين المضية ، في الأحاديث النبوية» ومولده بشاطبة سنة ٥٨٥ ، ووفاته بالإسكندرية في رمضان سنة ٦٧٢ ، ودفن بتربة شيخه المجاورة لزاويته ، رحمهما الله تعالى ، ونفع بهما!.
٨٨ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن شريح ، الرّعيني ، الإشبيلي.
قدم مصر ، وسمع بها من ابن نفيس وأبي علي الحسن البغدادي وأبي جعفر النحوي وأبي القاسم بن الطيب البغدادي الكاتب ، وبمكة من أبي ذر الهروي.
قال ابن بشكوال : كان من جملة المقرئين وخيارهم ، ثقة في روايته ، وكانت رحلته إلى المشرق سنة ٤٢٣ (٥) ، وولد سنة ٣٩٢ ، وتوفي سنة ٤٧٦ ، وعمره أربع وثمانون سنة إلا خمسة وخمسين يوما ، وروى بإشبيلية عن جماعة ، رحمه الله تعالى!.
__________________
(١) هو محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الملك المعافري الحميري الملقب بعلم الدين.
(٢) في بعض النسخ : مصري.
(٣) الراسي : هو أبو العباس أحمد بن محمد اللخمي المعروف بالراسي.
(٤) في ب : في لباس الفرقة.
(٥) في ب ، ه : سنة ٤٣٣.