وفي تاريخ الكتبي في حقه ما نصه : كان شيخا فاضلا ، وله تصانيف مفيدة تدل على كثرة اطلاعه ووفور علمه ، منها «تفسير القرآن» مليح إلى الغاية اثنا عشر مجلدا ، انتهى.
وكتب بعض تلامذته على الهامش ما صورته : قد أجحف المصنف في ترجمته جدا ، وكان متقنا (١) متبحرا في العلم ، انتهى.
وكتب بعض بأثر هذا الكلام ما نصه : قال الذهبي : رحل وكتب وسمع ، وكان يقظا ، فهما ، حسن الحفظ ، مليح النظم ، حسن المذاكرة ، ثقة ، حافظا ، انتهى.
وكتب آخر أثر ذلك الكلام ما صورته : مشاحة شيخنا للمصنف في هذه العبارة مالها فائدة ، فإن الذهبي قال في تاريخ الإسلام : العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح ، الإمام ، القرطبي ، إمام متفنن ، متبحر في العلم ، له تصانيف مفيدة ، تدل على كثرة اطلاعه ووفور عقله وفضله ، ثم ذكر موته ، وقال بعده : وقد سارت بتفسيره العظيم الشأن الركبان ، وله «الأسنى ، في شرح الأسماء الحسنى» و «التذكرة» وأشياء تدل على إمامته وذكائه وكثرة اطلاعه ، انتهى.
وكتب آخر بأثر (٢) هذا الكلام ما نصه : غفر الله لك! إذا كان الذهبي ترجمه بما ذكرت ، وهو والله فوق ذلك ، فكيف تقول : إن مشاحة شيخك لا فائدة فيها ، وتسيء الأدب معه ، وتقول إن كلامه لا فائدة فيه؟ فالله يستر عليك! انتهى.
١٢٣ ـ ومنهم أبو القاسم بن حاضر ، الجزيري ، الخزرجي ، محمد بن أحمد.
من جزيرة شقر ، قدم مصر ، وسكن قوص (٣) بعد ما كان من عدول بلنسية ، وكان فصيحا ، عالما بصناعة التوريق ، وله نظم لم يحضرني الآن شيء منه ، ومات بالقاهرة سنة تسع وثلاثين وستمائة ، رحمه الله تعالى!.
١٢٤ ـ ومنهم أبو القاسم التّجيبي ، محمد بن أحمد التّجيبي.
من أهل بلّش ، قرأ على ابن مفرّج وابن أبي الأحوص ، ورحل فاستوطن القاهرة ، وكان شيخا فاضلا خيرا ، له أدب وشعر ، منه قوله من أبيات : [الكامل]
__________________
(١) في ب ، ه : متفننا.
(٢) في ب : بإثر هذا الكلام.
(٣) قوص : مدينة كبيرة واسعة ، قصبة صعيد مصر ، بينها وبين الفسطاط اثنا عشر يوما وهي شديدة الحر لقربها من البلاد الجنوبية (معجم البلدان ج ٤ ص ٤١٣).