وله فيه : [الطويل]
مررنا بشاطي النّهر بين حدائق |
|
بها حدق الأزهار تستوقف الحدق |
وقد نسجت كفّ النّسيم مفاضة |
|
عليه وما غير الحباب لها حلق |
وله : [الخفيف]
هبّت الرّيح بالعشيّ فحاكت |
|
زردا للغدير ناهيك جنّه |
وانجلى البدر بعد هدء فصاغت |
|
كفّه للقتال منه أسنّه |
وقوله : [الكامل]
لله بهجة منزه ضربت به |
|
فوق الغدير رواقها الأنسام(١) |
فمع الأصيل النّهر درع سابغ |
|
ومع الضّحى يلتاح منه حسام |
وله : [الكامل]
ما كالعشيّة في رواء جمالها |
|
وبلوغ نفسي منتهى آمالها |
ما شئت شمس الأرض مشرقة السّنى |
|
والشّمس قد شدّت مطيّ رحالها |
في حيث تنساب المياه أراقما |
|
وتعيرك الأفياء برد ظلالها |
وله : [الكامل]
لله حسن حديقة بسطت لنا |
|
منها النّفوس سوالف ومعاطف |
تختال في حلل الرّبيع وحليه |
|
ومن الرّبيع قلائد ومطارف |
وقال الفتح في ترجمة ابن عمار : أخبرني ذو الوزارتين الأجل أبو المطرف بن عبد العزيز أنه حضر معه عند المؤتمن في يوم جادت فيه السماء بهطلها ، وأتبعت وبلها بطلّها ، وأعقب (٢) رعدها برقها ، وانسكب دراكا ودقها ، والأزهار قد تجلت من كمامها (٣) ، وتحلّت بدرّ غمامها ، والأشجار قد جلي صداها ، وتوشّحت بنداها ، وأكؤس الراح كأنها كواكب تتوقد ، تديرها أنامل تكاد من اللطافة تعقد ، إذا بفتى من فتيان المؤتمن أخرس لا يفصح ، ومستعجم لا يبين ولا يوضح ، متنمر تنمّر الليث ، متشمر كالبطل الفارس عند العيث (٤) ، وقد أفاض على نفسه درعا ، تضيق بها الأسنة ذرعا ، وهو يريد استشارة المؤتمن في التوجه (٥) إلى موضع بعثه إليه ووجّهه ،
__________________
(١) في ب : الأنشام.
(٢) في ج : وارتقب رعدها برقها.
(٣) في ج : من أكمامها.
(٤) في ب : عند الغيث. والعيث : الإفساد.
(٥) في العلائق ، ه : في الخروج.