ما لا يليق ، وصنف في ذلك كتابا سماه «تحفة الألباب» وكان حافظا عالما أديبا ، وتكلم فيه الحافظ ابن عساكر ، وزنّه (١) بالكذب ، وقال ابن النجار : ما علمته إلا أمينا.
ومن شعره قوله : [بحر الرمل]
تكتب العلم وتلقي في سفط |
|
ثم لا تحفظ؟ لا تفلح قط |
إنما يفلح من يحفظه |
|
بعد فهم وتوقّ من غلط |
وقوله : [بحر البسيط]
العلم في القلب ليس العلم في الكتب |
|
فلا تكن مغرما باللهو واللعب |
فاحفظه وافهمه واعمل كي تفوز به |
|
فالعلم لا يجتنى إلا مع التعب |
توفي بدمشق في صفر سنة ٥٦٥.
١٤٨ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد السلام ، القرطبي ، من ذرية أبي ثعلبة الخشني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رحل قبل الأربعين ومائتين ، فحجّ ، وسمع بالبصرة من محمد بن بشار وأبي موسى الزّمن ونصر بن عليّ الجهضمي ، ولقي أبا حاتم السجستاني والعباس بن الفرج الرياشي ، وسمع ببغداد من أبي عبيد القاسم بن سلام ، وبمكة من محمد بن يحيى العدني ، وبمصر من سلمة بن شبيب صاحب عبد الرزّاق والبرقي وغيرهما ، وأدخل الأندلس علما كثيرا من الحديث واللغة والشعر ، وكان فصيحا جزل المنطق ، صارما ، ألوفا (٢) ، منقبضا عن السلطان ، أراده على القضاء فأبى ، وقال : إباية إشفاق لا إباية عصيان ، فأعفاه ، وكان ثقة مأمونا ، وتوفي في رمضان سنة ٢٨٦ عن ثمان وستين سنة ، رحمه الله تعالى!.
١٤٩ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج ، القرطبي.
سمع من محمد بن وضاح وأكثر عنه ، وأخذ عن محمد الخشني وقاسم بن أصبغ وإبراهيم بن قاسم بن هلال ، ورحل سنة ٢٧٤ ، فسمع بمصر من المطلب بن شعيب والمقدام بن داود الرعيني ، وأدرك بالعراق إسماعيل القاضي وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
قال الحميدي : حدّث بالمغرب وبالمشرق ، وصنف السنن ، وممن روى عنه خالد بن
__________________
(١) زنّه : اتّهمه.
(٢) في نسخة ب : أنوفا.