ومن دعا الناس إلى ذمّه |
|
ذموه بالحق وبالباطل |
ولله در القائل (١) : [بحر الكامل]
ما كل ما فوق البسيطة (٢) كافيا |
|
فإذا اقتنعت فكل شيء كافي |
والأمثال يضربها لذي اللب الحكيم ، وذو البصر يمشي على الصراط المستقيم ، والفطن يقنع بالقليل ، ويستدل باليسير ، والله سبحانه خليفتي عليك ، لا رب سواه.
نجزت الوصية وتكفيك عنوانا على طبقته في النثر.
وله رسالة كتب بها إلى ملك المغرب أبي محمد عبد الواحد بن أبي يعقوب بن عبد المؤمن مهنئا له بالخلافة حين بويع بها بمراكش ، وكان إذ ذاك بإشبيلية ، وكان قبل ذلك كاتبا له ومختصا به :
الحضرة العلية ، السامية السنية ، الطاهرة القدسية ، حضرة الإمامة ، وجنة دار الإقامة ، مدّ الله على الإسلام ظلالها ، وأنمى في سماء السعادة تمامها وكمالها ، وهنأ المؤمنين باستقبال إمارتها ، وأدام لهم بركة خلافتها ، عبد أياديها ، وخديم ناديها ، المتوسّل بقديم الخدمة ، المتوصل بعميم النعمة وكريم الحرمة ، المنشد بلسان المسرّة ، حين أطلع الزمان هذه الغرّة : [بحر المتقارب]
أتته الخلافة منقادة |
|
إليه تجرّر أذيالها |
فلم تك تصلح إلا له |
|
ولم يك يصلح إلا لها (٣) |
موسى بن محمد بن سعيد بن محمد لا زال هذا الأمر العلي محمودا سعيدا ، ولا برح يستزيد ترقيا وصعودا.
سلام الله الكريم ، يخص حضرة الإجلال والتعظيم ، والتقديس والتفخيم ، ورحمته وبركاته ، وبعد حمد الله الذي بلغ الإسلام بهذه الخلافة آماله ، وحلّى بهذه الولاية السعيدة أحواله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبيه الكريم ، الذي أدحض (٤) الله تعالى به الكفر
__________________
(١) البيت لأبي فراس.
(٢) البسيطة : أراد الأرض.
(٣) البيتان لأبي العتاهية (انظر ديوانه تحقيق شكري فيصل ص ٢١٦).
(٤) في ب ، ه : «دحض».