قال السّلفي : كان من أهل الفضل الوافر ، والصلاح الظاهر ، وكانت له حلقة في جامع مصر لإقراء النحو ، وكثيرا ما كان يحضر عندي ـ رحمه الله تعالى! مدة مقامي بالفسطاط ، توفي بمصر سنة ٥٤٩ ، وقيل : سنة خمس وأربعين ، وقيل : خمسين وخمسمائة ، برمضان ، والأول أثبت.
١٥٣ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن سعيد العنسي ، ويكنّى أيضا أبا القاسم ، الغرناطي.
سمع من الجلّة بمصر والإسكندرية ودمشق وبغداد : منهم الحراني أبو عبد الله وأبو محمد عبد الصمد بن داود بدمشق ، وكتب الحديث وعني بالرواية أتم عناية ، وفقد بأصبهان حين استولى عليها التتار قبل الثلاثين وستمائة.
١٥٤ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الدفاع ، بالدال المهملة ، وقيل : بالراء.
قرطبي ، سمع عبد الملك بن حبيب ، ورحل فسمع بمصر من الحارث بن مسكين وغيره (١) ، وكان زاهدا فاضلا ، وتوفي سنة ٢٨١ ، رحمه الله تعالى!.
١٥٥ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد ، المعافري ، القرطبي.
ولد بقرطبة سنة ٣٥٨ ، ودخل مصر فسمع من أبي بكر بن المهندس وأبي بكر البصري ، وروى عن أبي عبد الله بن مفرج وأبي محمد الأصيلي وجماعة ، ولقي الشيخ أبا محمد بن أبي زيد في رحلته سنة ٣٨١ فسمع منه رسالته في الفقه وغيرها ، وحج من عامه ، ثم عاد من مصر إلى المغرب سنة ٣٨٢ ، وكان معتنيا بالأخبار والآثار ، ثقة فيما رواه وعني به ، خيّرا ، فاضلا ، دينا ، متواضعا ، متصاونا ، مقبلا على ما يعنيه ، صاحب حظ من الفقه ، وبصر بالمسائل ، ودعي إلى الشورى بقرطبة فأبى ، ومات سنة ٤٣٩.
وعابد جده بالباء الموحدة ، رحم الله تعالى الجميع!.
١٥٦ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سليمان بن عثمان بن هاجد (٢) ، الأنصاري البلنسي.
أخذ القراءات عن جماعة من أهل بلده ، وخرج حاجّا سنة ٥٧١ ، فجاور بمكة ، وسمع
__________________
(١) الحارث بن مسكين هو أبو عمر الحارث بن مسكين ، مولى محمد بن زياد بن عبد العزيز بن مروان. كان فقيها على مذهب مالك بن أنس وكان ثقة في الحديث مثبتا (وفيات الأعيان ج ٢ ص ٥٦).
(٢) في بغية الوعاة : سنة ٥٣٠ وكذلك في (ب).