وقال في وسيم من أبناء العجم صحبه في الطريق من حلب إلى بغداد فمات ، وكان ظريفا أديبا : [بحر مجزوء الكامل]
لهفي على غصن ذوى |
|
أفقدته لما استوى |
ريّان من ماء الصبا |
|
ومن المدامع ما ارتوى |
لا تعذلوني إن نطق |
|
ت الدهر فيه عن الهوى |
كم ضل صاحبه بسح |
|
ر اللحظ منه وكم غوى |
أنا لا أفيق الدهر في |
|
ه من الصبابة والجوى |
إن الهوى حيّا وميت |
|
ا لا يزال به سوى (١) |
كم قد نويت به النعي |
|
م فقدّر الله النوى |
دار السلام (٢) حويت من |
|
كلّ المحاسن قد حوى |
مجموع حسن قد توى (٣) |
|
في جنة وبها ثوى |
وولد أبو الحسن علي بن موسى بن محمد يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان عام عشرة وستمائة ، وهو علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد (٤) بن عمار بن ياسر ، رضي الله تعالى عنه! وقال في «المغرب» لما عرف بوالده الكاتب الشهير أبي عمران موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد ، ما ملخصه (٥) : لو لا أنه والدي لأطنبت في ذكره ، ووفيته من الوصف حق قدره ، لكن كفاه وصفا ما أثبتّ (٦) له في هذه الترجمة ، وما مر له ويمر في أثناء هذا الكتاب ، وكون كل من اشتغل بهذا التأليف نهرا وهو بحر ، واشتهاره في حفظه التاريخ والاعتناء بالآداب في بلاده ، بحيث لا يحتاج إلى تنبيه ولا إطناب ، وله من النظم والنثر ما تضج الأقلام من كثرته ، ويستمد القطر (٧) من درّته ، ومما
__________________
(١) في ب : «سوا».
(٢) دار السلام : بغداد.
(٣) توى : هلك.
(٤) كل النسخ متفقة هنا على «عبد الله بن سعيد بن عمار» وقد سبق أنه عبد الله بن سعد بن عمار».
(٥) في ب ، ه : «ما محصله».
(٦) في ب : «أثبته».
(٧) القطر ـ بفتح القاف وسكون الطاء ـ المطر.