قال ابن بشكوال : مولده في صفر سنة ٣٥٦ ، وسمع عن جده ، ورحل إلى المشرق.
وقال ابن غلبون في مشيخته : إنه كان من أهل العلم والحديث والرواية والحفظ للمسائل ، قائما بها ، واقفا عليها ، قاعدا للشروط ، محسنا لها ، عارفا ، وبيتهم بيت علم ، ونشأ فيه (١) هو وأبوه وجده ، وكان جميعهم في الفضل والتقدم على درجاتهم في السن ، وعلى منازلهم في السبق ، وكانت رحلته مع أبيه وروايتهما واحدة ، وشاركه في السماع والرواية عن جده ، وسمع بمصر من أبي الحسن (٢) أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق المخزومي.
وقال ابن بشكوال : كان من أجل الفقهاء عندنا دراية ورواية ، بصيرا بالعقود ، ومتقدما على أهل الوثائق ، عارفا بعللها ، وألف فيها كتابا حسنا ، وكتابا في السجلات إلى ما جمع فيه من أقوال الشيوخ والمتأخرين ، مع ما كان عليه من الطريقة المثلى ، وتوفية العلم حقه من الوفاء والتصون ، توفي في المحرم سنة ٤٣٣ لعشرين بقين منه.
١٣٠ ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد العزيز ، العتبي ، الأندلسي ، القرطبي الفقيه المالكي المشهور ، صاحب العتبيّة.
سمع بالأندلس من يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان وغيرهما (٣) ، ورحل إلى المشرق فسمع من سحنون وأصبغ بن الفرج وغيرهما ، وكان حافظا للمسائل ، جامعا لها ، عالما بالنوازل ، وهو الذي جمع المستخرجة من الأسمعة المسموعة غالبا من مالك بن أنس ، وتعرف بالعتبية ، وأكثر فيها من الروايات المطروحة والمسائل الغريبة الشاذة ، وكان يؤتى بالمسألة الغربية الشاذة فإذا سمعها قال : أدخلوها في المستخرجة ، ولذا روى عن ابن وضاح أنه كان يقول : المستخرجة فيها خطأ كثير ، كذا قال ، ولكن الكتاب وقع عليه الاعتماد من علماء المالكية (٤) كابن رشد وغيره.
قال ابن يونس : توفي بالأندلس سنة ٢٥٥.
والعتبي : نسبة إلى عتبة بن أبي سفيان بن حرب ، وقيل : إلى جد للمذكور يسمى عتبة ، وقيل إلى ولاء عتبة بن أبي يعيش.
__________________
(١) في ب ، ه : ونشأ فيهم.
(٢) في ب ، ه : وسمع بمصر على أبي الحسن ...
(٣) أصبغ بن الفرج : هو أصبغ بن الفرج بن سعيد الأموي الفقيه المصري أبو عبد الله (تقريب التهذيب ج ١ ص ٨١).
(٤) في ب ، ه : من أعلام المالكية.